الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٨ مساءً

بين المبادرة ....وآلية تنفيذها ..!

محمد حمود الفقيه
الخميس ، ١٧ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
سعت دول الجوار اليمني - دول مجلس التعاون الخليجي على تبني مبادرة خليجية وتقديمها كحل للأطراف اليمنية والخروج بمقتضاها من الأزمة الراهنة ، وكانت هذه المبادرة أشبه بالمبادرة العربية للسلام ، حينما تقدمت بعض الدول العربية في عام 2008 في اجتماعاتها الدورية في مجلس الجامعة العربية بمادرة تفضي الى تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين على أساس قيام دولة فلسطينية على حدود 67 مقابل التطبيع من الدول العربية لإسرائيل ان وافقت على ذلك ، لكن سرعان ما رفضت الدولة العبرية هذه المبادرة وماطلت وراوغت وأهدرت المزيد من الوقت وعملت على زيادة النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة ، ولم يتعظ العرب آنذاك من هذا الموقف الإسرائلي الرافض ، وإنما عقدت الجامعة العربية القمة تلو الأخري وهي لا زالت _ تكرر تلاوة ( المبادرة العربية ) في انعقاداتها الدورية ، بل وسلمت دول الجامعة العربية على ان المبادرة هذه انجاز كبير للجامعة منذ إنشائها ، في حين انه لم يشعر أي مواطن عربي في ماذا قدمت الجامعة العربية من إنجازات على مدى عقود خاصة في ما يخص الصراع العربي الإسرائيلي .

الى جانب المبادرات العربية جائت.. مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بشأن اليمن ، والذي حصل منها نفس النتائج ، مضى أكثر من 6 أشهر على تبنيها والى الآن و كأن شيئا لم يكن ، فقد زادت هذه المبادرة من استياء الشباب اليمني تجاه دول الجوار الشقيقي ،لأنه لم يحصل اليمنيون على أي حق من خلال هذه المبادرة ، فزادت الطين بله كما يقولون ...! فالنية تسبق العمل ، فلو ان أخواننا في الخليج أردوا إنها هذه الأزمة لفعلوا من خلال الضغط على الرئيس صالح بالتنحي وكانوا بهذا نالوا حب اليمنيون أجمع ، لكننا لأنرى جدية في الأمر ،

لقد كان رد الرئيس صالح كل مرة حول المبادرة كرد الكيان الإسرائيلي على المبادرة العربية للسلام ، زاد من عناده وتصلبه ، فهدر الدم اليمني وقتل الشباب ، وهدم البيوت على قاطنيها وادخل البلاد والعباد في وحل الفوضى وعدم المسؤولية ، لم يكترث أخواننا في مجلس التعاون لدول الخليج العربي في أكثر من مرة من مراوغة ومماطلة علي عبدالله صالح ، بل لم يغشى صالح أي نوع من الحياء تجاه تصرفاته أمام المبعوث الخليجي - الزياني - الذي اتخذ من صنعاء مزارا كي يقنع صالح بتوقيعها ، ولن ننسى جهد أخواننا في الخليج ومحاولاتهم الحثيثة ولو كانت لا تكفي مما يقدموه لنا نحن اليمنيون الأقرب اليهم جيرانا ، فعلى الأخوة في الخليج أصحاب هذه المبادرة ان يسقطوا هذه المبادرة وان يسحبوها من طاولة الحل ، فالطرف الذي لإيريد خيرا لليمن قد بأن على حقيقته ، والطرف الذي لإيريد الأمن الإقليمي هو من يمارس العناد والمماطلة الأكاذيب على شعبه والعالم ، وعليهم ان يعرفوا ان لا مفر من استرداد الحقوق المشروعة للشعب اليمني التي سلبت طوال ثلاثة عقود ، بل ان عليهم حقا تجاه شعبنا هو الانحياز الكامل للشعبنا ، لأن بمقتضى ذلك ستبنى العلاقات الحميمة والتعاون الحثيث في ما بيننا ، فلم يبقى مبارك ولاكن مصر باقية وشعبها ولم يبقى العابدين وبقيت تونس وشعبها ، هذا هو حال التغيير وهذا هو حال سنة الله في أرضه .

ان اليمنيين يعولون عليكم كثيرا يا أخوتنا في الخليج العربي ، فقد كنتم بالأمس القريب من الداعمين لنا في مشروعنا التنموي ، ولكن الأيادي الخبيثة كانت لكم ولاموالكم بالمرصاد ، فلم يستفيد الوطن ولا أهله مما كان قدم إلينا من فضلكم وكرمكم ، فقد لعب النظام بنا وبكم على حد سواء ، وأخذ الى جانب مقدراتنا الوطنية أهدر أموال الإعانة منكم ومن غيركم ممن ينظرون الى شعبنا اليمني العظيم .

دخلت المبادرة الخليجية في نفق مظلم مملوء بالمماحكات والتبريرات ، واصتنع النظام الأعذار الواهية حتى وصلت المبادرة في تسميتها الى مصطلح آليتها التنفيذية ، وقعد صالح يولول حول هذه الآلية التنفيذية كي يتسع له الوقت لهدر مزيدا من دماء اليمنيين العزل ، والنتيجة كما عرفناها جميعا وعرفها العالم ، فكل يوم يخرج فيه الرئيس أمام التلفزة يتحدث عن آلية المبادرة الخليجية ، وكيفية تنفيذها ، هذا هو الرئيس الذي عرفناه طيلة حكمه ، فقد كنا نراه حينما يضع أحجار الأساسات لمشاريعه الوهميه ، يظل سنينا بعمرها يفكر في آلية تنفيذها ، هاهو اليوم يتعامل مع مصير شعب بأسره ، ووطن بجغرافيته بنفس تعامله مع ما كان يلعب به مع رعيته من عقوده وعهوده مع الشعب اليمني ...