الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٣ مساءً

السماء لا تمطر ذهبا

احمد ناجى
الخميس ، ١٧ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
يروى أن سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – \" رأى بعض الناس في المسجد بعد صلاة الجمعة فسألهم : من أنتم ؟ قال : متوكلون ، قال : بل أنتم متواكلون ... لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ، ويقول : اللهم ارزقني ، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ، إنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض ، أما سمعتم قول الله تعالى : ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) \" الجمعة : 10 \" ، وعلاهم بدرته وأخرجهم من المسجد \" ، فلننظر إلى هذا الفهم الراقي للإسلام فهو دين العمل والإنتاج ؛ ولذا فإن من الواجب علينا أن نسعى ونتوكل على الله ونأخذ بأسباب الرزق فالله تبارك وتعالى يقول : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) \" التحريم : 3 \" ، ويقول جلا وعلا : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) \" الملك : 15 \" ، ويقول تعالى : ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ... ) \" هود : 61 \" ، وغير ذلك من الآيات التي تدعونا إلى السعي وعمارة الأرض والسير في مناكبها ، وهذا ما يجب أن نصل به إلى الشباب في زمن صار التواكل فيه عنواناً والرغبة في الحصول على الدنيا بأسهل الطرق وأيسرها شعاراً ومنهاجاً وما أقبحه من عنوان وأشينه من شعار ومنهاج .

إن الكثير من الشباب حينما تنصحهم بهذه الآيات والأحاديث النبوية وما أكثرها والتي تحث على التوكل والأخذ بالأسباب تجدهم يُلقون بالعبء والخطأ على غيرهم حتى صار لدى كل واحد منهم سلسلة من الأسباب التي لا تنتهي والأعذار التي لا تنقضي دون أن يرجعوا ولو قليلاً إلى أنفسهم وينظروا ماذا قدموا ؟ وماذا فعلوا لتغيير أحوالهم ؟ وهل أخذوا حقاً بالأسباب وتوكلوا على ربهم حق التوكل ؟ وهل أقبلوا على الله حق الإقبال ودعوه حق الدعاء ؟ أم أنها الأوهام والأماني الكاذبة وتعليق الأخطاء على الآخرين .

إننا نحتاج بصدق إلى السعي الجاد والعمل الدؤوب وعدم الاكتراث بإحباطات الآخرين وقبول العمل مهما قلّ في نظرنا ونظر الناس حولنا فأول الطريق خطوة فالمهم البداية أما أن نجلس وننتظر أن تمطر السماء علينا ذهباً فإن هذا لن يكون فالسماء لا تمطر ذهباً