الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٠ مساءً

تنصـــــالح من أجل اليمـــــــــــن ..

زيد الشامي
الاربعاء ، ٢٥ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٢٦ صباحاً
ما تزال اليمن كالسفينة التي تتقاذفها الأمواج، لولا عناية الله وحفظه؛ ثم التوازن الذي يبديه أبناء الشعب اليمني العظيم، بما يحمله من إيمان وحكمة وأخلاق وشِـيـَم، وإذا كانت الخلافات السياسية حول السلطة قد تسببت في عدم الإستقرار خلال الفترة الماضية؛ فإن التهور والإندفاع الذي يُمارس اليوم يكاد أن يأتي على ما بقي من الدولة، ويدفع لتدمير النسيج الإجتماعي، ويقود البلاد إلى الحرب الأهلية والعزلة الدولية...
خروج الرئيس عبدربه منصور هادي من إقامته الجبرية، وانتقاله إلى عدن وممارسته لمهامه كرئيس للجمهورية، ورجوعه عن الإستقالة يعتبر الخيار الأقل سوءاً، ولا يعني هذا أن الرئيس هادي كان موفقاً في إدارته للبلاد خلال السنوات الثلاث الماضية، فقد كانت له أخطاء قاتلة، وتضرر الشعب وجميع الأحزاب - على تفاوت بينها - من سياساته وقراراته؛ لكن هذا لا يمنع الإعتراف بشرعيته، والتوافق على ضمانات لاستدارك الأخطاء السابقة، والترتيب لإنهاء الفترة الإنتقالية في أقرب فرصة.

خيارات العنف والحروب قاتلة ومدمّرة، ويجب استبعادها تماماً، وحلول مجلس الأمن الدولي ليست آمنة ولا مضمونة، وتجاربه مع دول العالم الثالث ليست مشجعة، وعندما يحل الخراب والدمار - لا سمح الله - سيقول: " لا تلوموني ولوموا أنفسكم "، وما يزال بمقدور الشعب اليمني وقواه السياسية أن يتصالحوا ويتنازل كل منهم للآخر، وما الذي يضيرهم أن يراجعوا أخطاءهم؟ ويعتذروا لبعضهم ويتسامحوا فيما بينهم، ويفتحوا صفحة جديدة يرسموا عليها صورة بهيّة ليمن يتسع للجميع.

لماذا لا ينتهي شتاء الافتراق بين القوى السياسية؟ لماذا لا يتداعى العقلاء لرأب الصدع داخل المؤتمر الشعبي العام؟ ما الذي يمنع الرئيس هادي من إنهاء أسباب القطيعة بينه وقيادة المؤتمر!؟ وإذا كانت الخلافات قد بلغت أشدها بين حزب المؤتمر وأحزاب المشترك سابقاً فقد آن الأوان لإعادة اللُّحمة وطيّ صفحة الماضي، لماذا لا يمدّ الإصلاح والمؤتمر يدهما لبعضهما من أجل اليمن؟ والإخوة في جماعة الحوثي لماذا لا يغادرون منطق الحرب ويمضون مع كافة المكونات السياسية في بناء اليمن بتعاون واحترام متبادل..؟

والإعلاميون: أما آن الأوان ليتقوا الله ويحملوا رسالة الحب والسلام، ويبتعدوا عن كل ما يثير الضغائن والأحقاد، لماذا لا يطمئنون شعبهم ولا يجعلوه يعيش القلق والخوف، لا نريد أن يسْـتعْـدوا الأشقاء والأصدقاء، وليتذكّروا أن أكثر من مليون مغترب يمني في دول الجوار وفي العالم ينفقون على أكثر من مليون أسرة لا يحتملون أي حماقة تأتي من أقلامهم وفضائياتهم، ورحم الله من قال خيراً فغنم أو سكت فسلم.

أيها اليمنيون، أيها السياسيون: أنتم جميعاً أبناء اليمن السعيد، فلا يشقى الوطن بكم، كُنتُم وستظلون إخوة ولستم أعداءً، ويمكنكم أن تعيشوا معاً؛ بلادكم تتجه نحو الهاوية؛ علاقاتكم الأخوية تتمزق، ومواردكم تنضب، وأعمالكم ومصالحكم تتوقف، ودولتكم تنهار، ووطنكم يتشظىٰ، والعالم يغلق أبوابه في وجوهكم، وأي حروب جديدة بينكم لن ينتصر فيها أحد منكم، سيُـنهَك القوي والضعيف، انتصروا على أهوائكم، واهزموا الشيطان بالمصالحة الشاملة بينكم، ابتعدوا عن رغبة الغلبة والإنتقام، فكروا ببلسمة جراحكم، أعيدوا الاطمئنان والاستقرار لوطنكم، هذا هو طريق الخير والسعادة والفلاح، وما سواه شـرٌّ وضعف وهـوان...
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾.

من صفحته على "الفيسبوك"