الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٧ صباحاً

الشعب ... ونقاط التفتيش

عبد الرحمن البخيتي
الخميس ، ١٧ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
اجل لقد أصبحت نقاط التفتيش المبثوثة في مداخل المدن ووسط الشوارع الرئيسة والفرعية تشكل على الشعب كابوسا مخيفا لا يقل خطرا عن ثالوث الكهربا والغاز والمحروقات إن لم تكن نقاط التفتيش أخطرها على الإطلاق . وذلك لأنها تتعامل مع كرامة المواطن مباشرة وتدخل في أدق خصوصياته لان عمل هذه النقاط أصبح يتركز في محاولة مبرمجة ومدروسة لإذلال المواطن وتركيعه وجعله يبدوا غريبا في وطنه .

فإذا أراد دخول العاصمة فتش ، وحسب الأوامر قد يمنع من الدخول لا تشفع له زوجة مريضة ولا طفل يكاد يموت من البرد ولا عجوز يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وإن أراد المواطن الذهاب إلى السوق أو إلى عمله يجد في طريقة نقاط تفتيش الحرس ونقاط النجدة ونقاط الأمن المركزي ونقاط الشرطة العسكرية !
فماذا يريد كل (هولا) الحرس والأمن والنجدة والشرطة من الشعب ؟ أسئلة كثيرة و الإجابة عليها غير مقنعة ، يبحثون عن السلاح نشاهده يمر من أمامهم يبحثون عن المسلحين نراهم يعبرون من أمام أعينهم أيضا بأسلحتهم الخفيفة والثقيلة معززين مكرمين ، إذن ماذا يريدون ؟؟ يريدون قهر المواطن البسيط يريدون تذكيره بمدى هوانه عندهم وتذكيره بمركزه لديهم ، يريدون أن يقولوا لنا أنت أيها المواطن لا شي ء ، إما أن تمشي وتعيش كما يريد الفندم قائد الحرس وقائد الأمن المركزي وقائد النجدة وغيرهم من قادة النقاط أو تذل وتهان وتخزى . هكذا يهان الشعب ممن يفترض بهم حمايته وحفظ كرامته .

ولكن للأسف حتى اسما ء هذه الوحدات العسكرية والأمنية لم تعد تعني شيئا بالنسبة لأسمائها ، فالحرس لم يعد جمهوريا والنجدة أصبحت حارسا خاصا للحرس ، والأمن المركزي أصبح يعيث فسادا في الوزارات والمؤسسات وبعض نقاط التفتيش ،والشرطة العسكرية صارت مهمتها حراسة الحرس والنجدة من المواطنين وهكذا دواليك .

لقد كثرت نقاط التفتيش وكثر حمل السلاح وكثر الإرهاب وكثر إقلاق أمن المواطن ، فلماذا كل ذلك ؟ بمجرد المرور من إحدى هذه النقاط يأتيك الجواب ، الغرض إرهاب الشعب تخويفه ، تسجيل الحضور والقول نحن هنا ، نحن الدولة ، ونحن من يمسك بزمام الأمور لا تحاول أيها المواطن أن تفكر في غير ذلك ، امش يا مسكين ولا تسأل عن السبب ، لان الجندي يقول لك بدون أن يتكلم نحن نسبب الزحام نحن نذل عباد الله نحن نطلق الرصاص في ألفاضي والمليان . ومجرد اعتراضك في النقطة بأي كلمة تحول على (جنب) وتسلب بطاقتك وتهدر كرامتك ويتم التحقيق معك أمام الناس وعلى مرأى من الجميع لتكون عبرة لمن اعتبر، حيث تسأل عن أصلك وفصلك وبلدك ، ومن علمك تتكلم وتعترض وعن حميد وعلي محسن وتوكل وساحة التغيير وعن قادة ثورة سبتمبر وأكتوبر وبعد ساعة من (الرضحة) بين الشمس لا يسمح فيها بدفاع أو نقاش أو اعتراض أما إذا غضبت مثل خلق الله فالويل لك ستهان وتضرب وقد تدخل السجن وربما أكثر من ذلك ، قد يقول قائل إنني أبالغ ولكني أؤكد أن ما حدث لي أكثر من ذلك ،فمرة قلت للعسكري خلوا الناس يمشوا تخف الزحمة ، على طول قلي على (جنب) ، ومرة أخرى رفضت أن أوقف لجنديين من الحرس لكي أوصلهم معي طبعا مش في نقطة بل وسط الشارع فأطلقوا على الرصاص ومعي من الشهود ما يكفي رجال ونساء وآثار الرصاص باقية ،هذا بعض ما حدث لي ، وقد شاهدت غيري يضرب بأعقاب البنادق ، وشاهد غيري نساء يقتلن في تاكسي أجرة في وضح النهار .

أشياء كثيرة ومروعة تحدث في هذه النقاط ولا أظن أن الجنود يتصرفون من تلقاء أنفسهم ، ولكنها تعليمات من القادة أعطوا الصلاحيات اضربوا واقتلوا وانهبوا وافعلوا ما بدالكم ، ولسان حالهم يقول أما نحن وإما الشعب .

ولكنا نقول لهم أن هذه الأعمال لن تزيد الشعب إلا إصرارا على المقاومة ويتأكد الناس يوما بعد يوم أن الثورة أصبحت ضرورة حتمية لإنقاذ الشعب والوطن ممن حولوا مؤسسته العسكرية والأمنية إلى مجرد حراسات ونقاط تفتيش لا أكثر ولا اقل .

ونتيجة لتصرفات هذه النقاط أصبح لزاما علينا ترديد شعار الشعب يريد إسقاط نقاط التفتيش أيضا ......