الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١١ مساءً

نسمع جعجعة

ماجد حسن حذيفي
الأحد ، ١٥ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٢:١٤ مساءً
قصة الحوثي في اليمن صاحبها ويصاحبها كثير من التهويل من قبل هذا الطرف أو ذاك لخدمة أجندات معينة ما تلبث أن تنفضح وتفصح عن نفسها ولتعرفنهم في لحن القول ....والعجيب أن الماكينة الإعلامية للحركة ظهر تخلفها بمعنى أنها لم ترتق للمستوى الذي يتناسب وحجم التشهير الإعلامي تجاهها .. وتغرد بعيدا عن الوقائع التي تعتبر تحد صارخ لها ..

كما أنها لم تحدد أولوياتها والتي من المفترض أنها تستقيها من رغبات الجماهير التي ربما أنها عولت على الحركة كثيرا ...لكنها في الطريق إلى فقدان الأمل فيها بالنظر إلى الاهتمامات والأولويات التي تنشغل بها الحركة وأدائها الباهت جدا تجاه قضايا البلاد المصيرية ... وهو ما يعكسه خطابها الإعلامي .

منذ دخولكم صنعاء .. صحيح أن بعض السلبيات الأمنية خفت ..لكن القصور في الأداء بالنظر إلى استيلاء الحركة بمفاصل السلطات الرسمية لم يكن بمستوى الراغبين في التغيير وتصحيح الاختلالات ..التي يشكو الشعب منها ويئن تحت وطأتها ومن أهمها وفي مقدمتها قضايا الفساد المالي والعبث الإداري وإهدار الحقوق العامة والخاصة ... وسمع الناس جعجعة ولم يروا طحينا ..بل عجينا ( اعتجنت ) وانسدت أمامهم أفق ودروب الأمل والانعتاق في آخر مكون يمني يعلن عن نفسه مدافعا ومنافحا عن مطالب الشعب في تحقيق الحياة الحرة الكريمة .. ولم يجربه بعد ... شعارات كبيرة وعناوين لامست أحاسيس الناس في هذه البلاد وبين لعل وعسى .. وأمل ورجاء لكنه في الحقيقة لا يرى إلى اليوم إلا سرابا بقيعة تمتد من ذمار إلى صعدة ..

ترى أين هم الفاسدون الذين تم الإعلان عنهم واكتشاف أعمالهم الفاسدة .. لم ير الناس واحدا من هؤلاء يقدم لمحاكمات علنية أو حتى سرية .. والى قادة الحركة نقول : اكبر الناس فيكم هذا التوجه لكنهم لم يسمعوا سوى الكشف عن قضية فساد هنا أو هناك ...

آخر هذه الأمثلة الصارخة التي تدلل على تردد ومساومة أصبح الناس يشمئزون من ممارساتها بل والاستماع إليها في مختلف الظروف السابقة .. نذكر حالة سام الأحمر كحالة فقط وليس كشخص...صدعتم رؤوس الجميع بعد القبض عليه وبثيتم في وسائل إعلامكم أقوال شهود وعصابات الاغتيال والتفجير التي قلتم انه كان يقودها ويقوم بها .. وصدق الناس الطيبون في هذا البلد وقالوا والله إن الجماعة مصممين على التغيير الصحيح وإنهاء حالات الفساد وأشكاله .. ولكن وتحت لكن خط كبير واحمر ..

بعد فترة ها انتم تفرجون عنه شريطة أن يذهب إلى خارج البلاد .. هل هذا هو حكمكم ؟ وبأي شريعة أو بأي قانون تحكمون ؟ حكم ثلثين وثلث .. وللتذكير فقط وكما يقال ان حميد الأحمر كان قد أرسل وساطات تمهد لعودته للبلاد .. وارتاح البعض لجوابكم للوسطاء بان العودة ممكنة لكن بشرط المثول أمام القضاء .. وهذا كلام جميل والقضاء هو من يؤكد الاتهام أو ينفيه .. فكيف بالله عليكم في حالة سام الأحمر الرجل كان يمكن إحالته للقضاء العادل بعد تسليمه للجهات القضائية .... لكن الذي حدث أنكم ظللتم تحتفظون به لديكم .. وكانت النية – ربما – مبيتة ليكون محل مساومة من نوع ما .. والله اعلم .من البرئ انتم ؟ أم هو ؟

ثم إن غرماء هؤلاء المتورطين والفاسدين ليسوا الحوثيين فقط.. لكنهم خمسة وعشرون مليون إنسان .. فمن أعطاكم حق الوصاية والافتئات عليهم ؟... قلتم هذا أو ذاك فاسد ومدان وهذه الأدلة والإثباتات .. فقلنا شكرا واستبشر الناس خيرا .. لكنكم .. ساومتم وتخليتم عن مبادئ العدل والإنصاف ..وذهبتم مذهب من لا يستحق أن يضع الناس ثقتهم وآمالهم فيهم .. فالتفريط في قضايا الوطن والمواطن المصيرية ومن أهمها الفساد المالي والإداري , والعبث بمقدرات الوطن والشعب ... تتساوى مع جرائم الفاسدين والمتورطين في سرقة أقوات اليمنيين والتلاعب بحياتهم والاستهانة بكرامتهم .. ولا بد أن يخضع الجميع تحت طائلة المسآءلة والناس كلهم سواء أمام القانون الإلهي ... إنكم فعلا تستحقون الشفقة !!..