الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٦ صباحاً

إيران والسعودية وبينهما اليمن

عبد الإله الحريبي
الاثنين ، ١٦ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٣:٤٣ مساءً
إيران والسعودية وبينهما اليمن هذا ما نراه واقع اليمن اليوم حيث تتطور الاحداث في اليمن بشكل متسارع منذ قيام ثورة الشباب الشعبية السلمية والاطاحة بالرئيس السابق / علي صالح ولو بصورة جزئية ، وظهور جماعة الحوثيين كقوة جديدة وفاعلة ، ويغلب الطابع العسكري المسلح على طابعها السياسي ، سيطرة أنصار الله على محافظة صعدة بمساعدة بعض العسكر الموالين للقائد العسكري اللواء / علي محسن الأحمر ، حيث تم تعيين فارس مناع المتهم بتهريب السلاح للحوثيين خلال الحروب الستة محافظاً لصعدة ، وهو ما جعل أنصار الله الحوثيين يعدون ترتيبات غزواتهم في عمران ودماج وصنعاء بأريحية ، وتم الاستعداد والتخطيط جيداً للحروب التي تمت واجتياح المدن من قبل المليشيات التابعة لأنصار الله ، ويعتقد أن خبراء إيرانيين وخبراء من حزب الله كانوا من أمدوا أنصار الله بالكثير من الخطط العسكرية المهمة في إسقاط المدن ،حدثت العديد من الإشكاليات والخلافات القاسية المغلفة بخلافات دينية ومذهبية بين أنصار الله والإخوان ( الإصلاح ) ، بل وتم طرد الحوثيين من مخيمات الاعتصام ، كما حدث في تعز ساحة الحرية وفي ساحة التغيير بصنعاء التي كانت تطوقها قوات الفرقة الأولى مدرع ، وهو ما ولد عداوة جديدة بين الإصلاح وأنصار الله الحوثيين ، من أهم أسباب الخلاف السعودي وإخوان اليمن هو توجه الاخوان نحو قطر ، والتركيز في هجومهم الإعلامي على السعودية والاسرة الحاكمة فيها ، خصوصاً بعد دعم السعودية لمصر بعد الإطاحة الشعبية بمرسي والاخوان ، ومحاولة الاخوان التهديد بإمكانية زعزعة نظام الحكم في السعودية ، الاخوان لم يواجهوا الحوثيين بطريقة مباشرة ، وإنما عبر القبائل الموالية لهم وجناحهم العسكري المتمثل بالفرقة ، قد يقول البعض بأني هنا أبالغ عندما أقول أن الفرقة هي الجناح العسكري لجماعة الاخوان ، ولكن لمعلومات من ليس لديه معلومات ، الفرقة الأولى مدرع كونت من مقاتلي الجبهة الإسلامية التي مولتها السعودية وامريكا للحرب ضد الجنوب في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات وضد الجبهة الوطنية التي كانت تستهدف الإطاحة بحكم الرئيس السابق / علي صالح ، وحكم القبيلة التي شكل الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر الجناح الرئيسي فيها طبعاً مع الشيخ / عبدالمجيد الزنداني ( زعيم الجناح المتطرف داخل حزب الإصلاح ) ، وهو هنا كان يمثل الإصلاح أو التيار السياسي للإسلاميين في اليمن ، وتحت شعار محاربة الشيوعية ، ولذلك سعى علي صالح لتشكيل الحرس الجمهوري كقوة تفوق قوة الفرقة التي هي المتحكمة بالجيش اليمني ، وقادها اللواء / علي محسن وهو من المقربين لعلي صالح ، وكان تنامي قوة الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل علي صالح دور في زيادة الخلافات بين أركان السلطة السابقة التي حكمت اليمن وبالذات بعد حرب صيف 94م التي كانت بهدف القضاء على مشروع الدولة المدنية الحديثة الذي قدمه الجنوب لليمن كلها ، إيران تلعب على وقع المتغيرات في المنطقة بطريقة أفضل من السعودية وبالذات في اليمن ، حيث اليمنيين ملوا من تدخلات السعودية السلبية في الشأن اليمني فهي تضخ الأموال لكي تستقطب المشائخ والفاسدين في السلطة ، ويعاني مغتربي اليمن في المملكة أوضاعاً صعبة ، ولعل أبرز ذلك نظام الكفيل ، وهذا ما جعل الكثير من الجماهير اليمنية تبارك الحوثي في إسقاطه لدماج وعمران ، وتمددهم في مختلف المناطق اليمنية ، ولكن ما حد من تقدم انصار الله ظهور تحالفهم الوثيق مع نظام ثار الشعب ضده ، وهو هنا علي صالح الذي يريد العودة للسلطة عبر نجله أحمد ، وبواسطة الحوثيين الذين قد يقضي عليهم بسهولة في بعض المحافظات التي سيطروا عليها إذا ما حقق بعض أبرز ما يطمح إليه ، لذلك ينظر اليمنيين اليوم للحوثيين على غير النظرة التي كانت في السابق ، ويرحب اليمنيين بأي تدخل يصب في خدمة اليمن ويحافظ على وحدتها ، ويرتقي بمجالات التنمية المختلفة فيها ، سواء إيران أو السعودية بدون محاولة استغلال اليمن وأوضاعه لتصفية الحسابات ، اليمنيون لن يسمحوا لإيران أو غيرها العبث ببلادهم ، ومن أراد أن يعين اليمن فليكن عونه من خلال الرئيس / عبدربه منصور هادي ومن خلال دعم الحوار الوطني والمساهمة في تطبيق نتائج الحوار ومن أبرز ذلك إخلاء المدن من المليشيات والمعسكرات .