الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٥ مساءً

اغتيال الخيواني .. من المستفيد ؟

عبد الإله الحريبي
الخميس ، ١٩ مارس ٢٠١٥ الساعة ١١:٢٦ صباحاً
غتيال الكاتب والصحفي الكبير / عبدالكريم الخيواني ، هو استهداف للعقل المدني داخل أنصار الله ، أنا من أولئك الذين انتقدوا أداء الخيواني والمقالح عضوي اللجنة الثورية العليا لعدم اعتراضهم على بعض السياسات التي انتهجها أنصار الله في ما بعد ثورة 21سبتمبر 2014م .. التي تحولت الى نوع من الطائفية الممقوتة ، ولكنني أجزم أن الشهيد الخيواني كان لديه أحلام لدولة مدنية حديثة ، يمكن من خلال أنصار الله أن تكون ، طبعاً الكوادر المتعلمة والمثقفة داخل أنصار الله ومكتبهم السياسي هم المستهدفين ، ومن يستهدفهم يريد لحركة أنصار الله أن تسيطر عليها عقلية البندقية والثأرات ، التي لا تنتهي ، من اغتال الخيواني استهدف ضرب أي توجه لأنصار الله من أجل إيجاد حلول واقعية للأزمة الراهنة ، تم اغتيال البرفسور الدكتور / أحمد شرف الدين وقبله الدكتور / عبدالكريم جدبان وبعدهما الدكتور / محمد المتوكل القريب من الحركة الحوثية والآن الصحفي والكاتب الكبير / عبدالكريم الخيواني ، الأمور لا تحتاج الى فلسفة المستفيد من كل ذلك هو طرف يجر أنصار الله الى مستنقع لن يستطيعوا الخروج منه ، مستنقع الدماء والاشلاء والاغتيالات ، كثير من أصابع الاتهام تشير الى تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي ، إلا أنه إلى الآن لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن هذه العملية الاجرامية ، ومعلوم ان الشهيد الخيواني كان قد تعرض للإعتقال في عهد النظام السابق ، ومكث في المعتقل فترات كبيرة ، وكان معرضاً للموت بعد خروجه على يد من يهمهم كتم صوت الكلمة الحقة في وجه الباطل ، إن الخطر الحقيقي الذي يواجهه اليمنيون اليوم هو من أولئك الذين يغتالون المخالفين لهم في الرأي والمذهب والطائفة ، فهم لا يؤمنون بتعدد ولا برأي آخر ، هم لديهم تفكير غير ما نراه نحن ، أنه يجب أن يموت من يحمل فكرة قيام دولة مدنية حديثة ( الفساد ــ التخلف ــ التطرف ) ، وكما قلت سابقاً أنني اختلف مع الخيواني في بعض المواقف التي كان فيها خاصة بعد اقتحام الحوثيين لدار الرئاسة ، إلا أن اغتياله يشكل اغتيال لي ولكل حامل رأي ، ولا اجد هذا الاغتيال إلا في سياق عمليات الاغتيال السياسي منذ قيام الوحدة وحتى اليوم ، سلسلة من الاغتيالات استهدفت أفضل الكوادر اليمنية ، ومن يقف وراءها هم المستفيدون من كل ذلك ، وعلى عاتق اللجنة الثورية العليا للحوثيين واللجنة الأمنية العليا التي تقع تحت سلطتهم ( سلطة الامر الواقع ) أن تكشف خيوط الجريمة ، وتعلنها للرأي العام ، وتكشف من يقف ورائها ، هذا أقل واجب يعملونه تجاه أحد كوادرهم الثورية ، وتجاه اهم من دافع عنهم وعن ثورة 21سبتمبر التي قادها أنصار الله ، هناك من قد يتشفى بإغتياله ممن قد توغرت صدورهم بالكراهية للحركة الحوثية ، ولكن ليعلم مخالفيه أن إغتياله هو إغتيال لهم ولحريتهم ، إغتيال للحرية وللسلام وللكلمة التي تناهض الرصاص والدم ، هو أراد خدمة الوطن من داخل الحركة التي نظنها مخطئة في الكثير من خياراتها السياسية ، الرحمة والمغفرة للشهيد .. والصبر والسلوان لأهله ومحبيه .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. ولا نامت أعين الجبناء .