الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٤ مساءً

اللواء قحطان ومقتل الخيواني

عبد الخالق عطشان
السبت ، ٢١ مارس ٢٠١٥ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً
جرت العادة بعد كل جريمة اغتيال يتقاذف البعض التهم رجما بالغيب وكل ذلك ناجم عن عمق الخلاف السياسي بين تلك الأطراف غير أن تلك التهم تكاد تكون محصورة بين الطبقات الدنيا من تلك المكونات بينما القادة يمارسون الصمت الحذر إلى أجل .

بعيدا عن القاء التهم عن قاتل الأخ / عبدالكريم الخيواني غير ان الحقيقة يجب قولها ان المسؤول الأول عن هذه الجريمة هو الحاكم المتحكم للدولة والقابض بقوة على أهم مفاصلها العسكرية ( البرية ، البحرية ، الجوية ، الاستخبارية ) والأمنية ( الخاصة ، السياسي ، القومي ) ولديه من العيون الساهرة من مُسلحية في كل حي وشارع ونقاطه ومتارسه فوق كل رصيف وجولة ... نعم الجماعة الحوثية يجب عليها ألا تهرُب أو تتهرب أو تخلي مسؤوليتها عن مقتل الخيواني فمهمة الأمن وحماية المواطنين هي مسؤوليتها ولا أحد سواها وقد أكد على ذلك البخيتي أحد رموز الجماعة في تصريح سابق لقناة الجزيرة إلا أن كان يقصد شعبا آخر غير اليمنيين فهذا شأنه وعليه التوضيح حتى يتمكن كل يمني من الاستعداد لحماية نفسه .

مقتل الخيواني لم يكن حدثا عرضيا وإنما حدثا مقصودا فقد اختار القاتل الضحية بعناية فائقة وله من مبررات القتل والتي يراها من وجهة نظرة مقنعة لِفعلته .. المكان أمام منزله وهذا يعني أن القاتل مُستمرئٌ للقتل مخيفٌ فوق المتوقع ومجرمٌ على غير العادة ولن يمنعه او يحجزه أي مانع ديني أو إنساني أو حتى صراخ أطفال أو زوجة القتيل لو كانوا معه .. الزمان 18/ مارس وهو اليوم المشهود لمجزرة جمعة الكرامة وكان القاتل أراد أن يصور أن حادثة القتل هي إنتقاما لأولئك الشهداء أو أنه أراد الإيحاء أن التحدي مازال قائما وأن يده طائلة كل خصم وغريم .. الظهر وهو الوقت التي تنشط فيه الحركة العامة وبنشاطها أراد القاتل أن يثبت أن هذا عملا لابد أن يشهده أغلب الناس على مختلف أنشطتهم ( العمال ، الموظفون ، الطلاب ، العسكريون ، المدنيون ، ... ) ليخلق حالة من الفزع والرعب وليوجد ويصور ان هذا هو الحال العام الذي سيكون عليه قادم الأيام ربما للجماعة الحوثية وكوادرها وبشكل أخص .. الشخصية حوثية مشهورة مرموقة جمعت بين العمل السياسي والإعلامي ومعروفة داخليا وخارجيا ويدرك القاتل أن القتيل خصومه متعددون بناء على مواقف له مسبقة قبل الثورة الشبابية وبعدها .. هكذا استطاع القاتل أن يترصد ويختار ضحيته بدقة لزيادة تعقيد العملية السياسية القائمة ورفع وتيرة الإحتقان والنقمة بين الجميع غير أن اعلان انصار الشريعة وإن صح وتأكد تبنيهم للعملية فقد وضعوا النقاط على الحروف وأوصلوا رسالة للجماعة الحوثية أن الثأر مازال قائما وان أفعال الحوثي العسكرية في مناطق تحت سيطرتهم سبب آخر إلى جانب السبب الأول .

يقينا وبعيدا عن العواطف فلو أن مقتل الخيواني حدث إبان حكومة باسندوة واللواء قحطان وزيرا للداخلية او الترب فوالله لن يستطيع احد أن يسكت آلافا من الأفواه البشرية ( العامة والخاصة والحزبية والإعلامية والسياسية ومن تدعي الثقافة و...) من كيل اتهامها لتلك الشخصيات وانهم المسؤولون عن حماية المواطنين واستتباب الأمن ويجب محاكمتهم وانزال اقسى وأقصى العقوبات بهم غير ان تلك الأبواق اليوم في حالة من الخزي والعار والمهانة والنفاق ولاتحسد عليها ..

ختاما لقد أفضى الخيواني إلى ماقدم فإن خيرا فخير وإن شرا فشر وربه أعلم به وهو مسلم معصوم الدم ولايحل لأحد سفك دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ( الحديث ) فرحمه الله والأهم بعد مقتله هو ذلك الحزن الذي اعتصم غصبا وجبرا أمام مستقبل وفي قلوب أبنائه وزوجته وحاصر سعادتهم وضيق عليهم معيشتهم وكَلَمَهم فالله أرجوه ان ينزل عليهم من الصبر أضعاف ما أنزل عليهم من البلاء هم ومن نالتهم جرائم القتل والتهجير والتشريد .