الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٣ مساءً

تأملات ما قبل انقشاع الدخان

حسين الوادعي
السبت ، ٢٨ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٥٣ صباحاً
حسين الوادعي
1- تقود ‫‏الحروب‬ إلى مفاجآت غبر متوقعه. الحرب الأممية ضد ليبيا والعراق وسوريا إلى صعود داعش. وتحرير أفغانستان أدى إلى جحيم طالبان. ولا شيء يضمن أن تداعيات "‫‏عاصفة_الحزم‬" لن تؤدي إلى صعود القاعدة أو داعش علی أنقاض الخراب.
في عدن اليوم انتشار سلفي كبير يحشد الناس لمواجهة الحوثيين تحت شعار "جهاد الروافض"، كما نشطت القاعدة في حوطة لحج وبدأت حفلات الذبح ضد الجنود.
أينما مرت آلة الحرب الدائمة والمستمرة (‫‏الحوثي_وصالح‬) تنتفض الطائفية من تحت الركام و تتصدر خطاب المقاومة. ‫السعودية‬ أدمنت التجنيد علی الأساس الطائفي. وإذا ما بدأت في تجنيد حلفائها داخل اليمن لن تبتعد عن الخطاب الطائفي وتجييش المجتمع لمواجهة "الروافض" مما يعني أن ‫‏داعش‬ "النائمة" في اليمن ستصحو عما قريب.
......................................
2- الطائرات و‏الصواريخ_الباليستية‬ وكل الأسلحة الثقيلة التي استولی عليها الحوثيون هي الهدف الرئيسي لعاصفة الحزم.
كل سلاح يمتلكه الحوثيون يمكن أن يصل إلى السعودية سيعتبر تهديدا.
نجح حزب الله في وضع مسافة كافيه بينه وبين ‫‏ايران‬ سمحت له بالبقاء حيا وسط تقلبات وأمواج السياسة. ولأنهم يعرفون جيدا أنهم لا يمثلون لبنان لم يحاولوا الاستيلاء علی السلطة أو الحديث بإسم "الشعب اللبناني".
هذا ما ينقص الحوثيون لتجنيب اليمن المزيد من الدمار. التوقف عن الحديث باسم "الشعب اليمني العظيم" والتخلي عن خطاب "ثورة 21 سبتمبر" التي يعود إنجازها إلى القواعد الشعبية للمؤتمر وليس إلى لجان الحوثي ومقاتليه!
يحتاج الحوثيون أيضا إلى وضع مسافة كافيه بينهم وبين إيران والقيام بإجراءات جادة تؤكد للخليج أنهم لن يشكلوا تهديدا لهم أو حصارا إيرانيا من الجنوب.
كما يحتاجون إلى استيعاب البعد المذهبي الجغرافي في حركتهم الذي يجعل عبورهم للخطوط المذهبية والمناطقية (وهي متداخلة جدا في اليمن) إيذانا بحروب أهلية مستمرة.
....................................
3- الحروب لا تعلن أهدافها الحقيقية. الخطاب الإعلامي لعاصفة الحزم يتحدث عن "‫‏شرعية_هادي‬" بينما الهدف الحقيقي هو السلاح الحوثي المتكدس في ‫‏صنعاء_وصعده‬، وأمن ‫باب_المندب‬.
في تصريحات السياسة الدولية لليومين الماضيين حضر باب المندب وغاب اليمنيون. أكدت القوی العظمی علی أهمية الاحتفاظ بباب المندب مفتوحا في وجه التجارة الدولية. كان العالم يتوقع أن وصول الحوثيين إلى باب المندب سيكون مقدمة لإغلاقه وهذا احد الأسباب الرئيسية للحرب.
خلف سلاح الحوثي وباب المندب هناك أكثر من 25 مليون يمني تحت حصار الحروب الداخلية والخروب الخارجية وما من ضمان أن العالم سيلتفت لهم بعد انقشاع الدخان.
...................................
4- منذ صعودهم المفاجئ في 2014 والحوثيون يحاربون "بالإنابة". يحاربون داخليا نيابة عن صالح ويرسلون تهديدات الحرب للجيران نيابة عن إيران. سيكون اليمن أفضل لو بدا الحوثيون معركتهم الخاصة. وبالنسبة لحركة ترفع لواء "المظلومية" فان المعركة الحقيقية ليست معركة "شاصات " وصواريخ وإنما معركة عدالة وقانون ومساواة وأمان.

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك.