الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٤ صباحاً

قرار سعودي شجاع .. وحاسم

محمد صالح المسفر
الاثنين ، ٣٠ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٣٠ مساءً
سيسجل التاريخ المعاصر للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأنه ملك الحزم والإرادة القوية، فقد كان قراراً شجاعاً، اتخذه بالتدخل العسكري لإنقاذ اليمن من الفوضى والانزلاق إلى الحرب الأهلية وحماية الشرعية وحماية أمن المملكة من طغيان الحوثي وعلي عبدالله صالح وتجبرهما، وهما المدعومان من إيران، وكان قراراً لا يبادر إليه إلا أهل العزم والحسم.

(2)
لم يكن القرار السعودي بخوض الحرب ضد البغاه في صعدة وصنعاء قراراً ارتجاليّاً، ولا نزوعاً نحو الحرب، بل جاء بعد دراسات من أهل الخبرة والرأي في المملكة، وهم كثيرون، وبعد مشاورات ومحادثات وحوارات معمقة مع شركاء المملكة في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي كانت قد عملت مجتمعة ومنفردة، وعن طريق وسطاء بين هذه الدول الخليجية، وعلي عبدالله صالح والحوثيين، بتنبيههما إلى أن ما يفعلانه في اليمن يهدد أمن وسلامة واستقرار دول الخليج العربي والممرات المائية، أعني باب المندب ومضيق هرمز، وبأن الوجود الإيراني غير مرحب فيه في جزيرة العرب. كما نبهت دول مجلس التعاون التحالف الثنائي (الحوثي وعبدالله صالح) إلى خطورة ما يفعل، فلم يستجب هذان لكل الجهود السلمية التي كان خاتمتها أن الحوثيين والقوات الموالية لصالح تقدموا من صعدة مروراً بدماج وعمران وصولاً إلى صنعاء، ثم أعلنوا الاعتصام السلمي في شوارع العاصمة، ومن ثم استولوا عليها وعلى معسكرات الجيش بكامل أسلحته، وتمددوا إلى الحديدة، وصولاً إلى لحج، مروراً بتعز بهدف الوصول إلى عدن، فما كان من دول مجلس التعاون، إلا أن أعلنت الحرب على الخارجين على السلطة الشرعية والعابثين بأمن المنطقة.

(3)
أريد تذكير كل الذين يخطّئون التدخل العسكري السعودي الخليجي في اليمن من أجل حماية أمن المملكة وشركائها في مجلس التعاون وحماية الشعب اليمني من بطش تحالف الحوثي ــ عبدالله صالح بأن سورية حافظ الأسد تدخلت في عام 1976 عسكرياً في لبنان واحتلته، وبقيت حتى عام 2005، بذريعة المحافظة على أمن سورية القومي، وأن لبنان بمثابة الحديقة الخلفية لسورية، لابد من حمايتها. وطوال تلك الفترة، جرت اغتيالات لقيادات لبنانية وفلسطينية، منهم كمال جنبلاط ورشيد كرامي وغيرهما، وكرست حزبها في لبنان حتى اليوم. ونؤكد أن المملكة السعودية لم تحتل اليمن، ولم تفرض حكومة لا يريدها الشعب اليمني الذي رحب بالحملة العسكرية على الحوثي ورهطه، وعلى عبد الله صالح وجيشه.

من عجائب الأمور أن الحوثي وحليفه علي عبدالله صالح ما برحا يطالبان بإجراء حوار بين كل الأطراف اليمنية، في الوقت الذي يستوليان فيه على مرافق الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، ويتمددان بقوة السلاح في كل أرجاء اليمن، هما اللذان حرقا مراكز تحفيظ القرآن الكريم ودمرا مساجد ومدارس ومنازل خصومهما، وقتلا متظاهرين، ومارسا الانفراد بالسلطة بإصدار إعلان دستوري لم يقبل به أحد. أرغم الحوثيون رئيس الجمهورية على توقيع مراسيم جمهورية لصالحهم، فرفض وقدم استقالته احتجاجاً على ما يفعلون. احتجزوه، وهو رئيس الجمهورية المنتخب، لأنه لم يصدر المراسيم الجمهورية التي يريدون، ثم احتجزوا رئيس الوزراء، خالد بحاح ووزرائه، ومنذ الحادي والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وهم يعبثون باليمن، فعلى أي شأن يتحاورون؟

آخر القول: على الشعب اليمني الشقيق التضامن والاتحاد ضد العابثين بأمنه واستقراره وسلامة أراضيه. أعداء الشعب اليمني، اليوم، هم الفئة الباغية بقيادة علي عبدالله صالح والحوثي ومليشياته المدعومة من إيران، وليس غيرهم عدو لليمن.

"العربي الجديد"