الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠١ صباحاً

جريمة مصنع الألبان!

حبيب العزي
الخميس ، ٠٢ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٠١ مساءً
هب أنك أغلقت باب غرفتك على قطة صغيرة "رقيقة ووديعة" وهي تحاول الهرب منك، ثم سددت عنها كل المنافذ التي يمكن أن تهرب منها وحاولت إيذائها أو الاقتراب منها، فكيف ستكون ردة فعلها؟! لا شك بأنها ستكشر عن أنيابها وستتلون عيونها، وستنقلب عليك كوحش مخيف، سيضطرك في نهاية الأمر إلى أن تتركها وتخلي سبيلها أو أنك قد تتعرض منها لإيذاء ربما لم يكن يخطر على بالك، كأن تقفز على وجهك فجأة وتغرس مخالبها في عينيك وتُسقطك أرضاً، وربما يُغمى عليك من شدة الخوف والألم، هذا ونحن نتحدث عن قطة صغيرة "رقيقة ولطيفة"، فما بالك وأنت توصد الباب على كائنات حية بحجم المخلوع علي صالح وعبد الملك الحوثي، ثم لا تدع لهما أي منفذ للهرب.. فكيف سيكون حالك؟!

لا شك بأنك ستتلقى من الضربات واللكمات ما لا يشابهها إلاَّ رفسات بعير ساعة النحر، ولك أن تتخيل كيف هي رفسات البعير حين تُربط أقدامه الأربعة ويُسقط أرضاً والسكاكين من حوله وفوق رأسه، فهي أشبه بـ "ضربة جبان" مفجوع، بات يرى الموت رأي العين يحاصره في كل اتجاه، وما جريمة مصنع الألبان بالحديدة إلا واحدة من رفسات الحوثي وصالح الموجعة وهم لايزالون طلقاء، فما بالك بحجم رفساتهم القادمة كلما اقترب حبل المشنقة من أعناقهم، تلك الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء داخل المصنع من عمال وموظفين، بالإضافة إلى الخسائر المادية التي لحقت بالمصنع جراء ذاك الفعل البربري، ليست سوى واحدة من الجرائم التي تضاف إلى سجل الحوثي وصالح، لكسب أي نقاط للقوة على الأرض أمام الخصوم، حتى ولوكان ثمنها دماء الأبرياء.

على المواطن اليمني أن يكون أكثر وعياً وإدراكاً لحرب الشائعات التي يطلقها إعلام الحوثي وصالح، والتي تعيش ذروتها هذه الأيام، فهم يبحثون عن أي انتصار ولو كان وهمياً، ولذلك تجد إعلامهم يتفنن ويستميت في نشر الأكاذيب و"الحكاوي" المبتذلة، التي لا تحترم عقل الإنسان اليمني ووعيه، وعندما وجدوا أن ذلك لم يعد كافياً وأن الشعب قد شب عن تصديق مثل تلك "الترهات" بدأوا بصناعة أزمات جديدة في البلاد علها تحقق مآربهم، فعمدوا إلى إخفاء المشتقات النفطية وكذا المواد التموينية، بغية إحداث مزيد من البلبلة والرعب في صفوق المواطنين البسطاء، وكل ذلك ليقولوا بأن عاصفة الحزم هي السبب وراء كل ذلك، وأنا أتساءل هنا .. لماذا لم تختفي المشتقات ولم ترتفع الأسعار إلا بعد مرور أسبوع على العاصفة، مع أن البلاد تعيش مشاكل طاحنة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، والجواب بسيط وهو لأن "لصوص ومرتزقة" صالح هم من يتحكم في كل ذلك، ولم يكن في صالحهم تأزيم الأمور أثناء مسرحيات السيطرة على المدن اليمنية.

إن موضوع القصف على مصنع الألبان في الحديدة، لا يحتاج إلى براهين وإثباتات، ولا إلى تقصي حقائق لمعرفة الفاعل، وإذا أردت المفيد فابحث عن المستفيد، والمستفيد هنا بمنطق العقل وواقع الحال هم الحوثيون وصالح من دون أدنى شك، لكسب أي نقاط على الأرض كما أسلفت، لأنه ليس من مصلحة قوى التحالف عملياً أن تفعل ذلك، ثم إن سلاحها متطور ولا يضرب الأهداف عشوائياً، فالعشوائية سلوك همجي، ولا يمكن أن يصدر إلا عن مثل تلك الجماعات الإرهابية التي لا يهمها مواطن ولا وطن.

على اليمنيين أن يتوقعوا ما هو أسوء من هذه الكارثة في قادم الأيام، فصالح والحوثي يعيشان حالة غير مسبوقة من الذعر والهستيريا، جراء اللطمات القوية التي تلقوها خلال الأسبوع الفائت، والتي لم تكن تخطر لهم على بال، ولم يكونوا يتوقعونها على الإطلاق، لذلك فقد أربكت حساباتهم، ولخبطت كل أوراقهم، وسيعمدون إلى استخدام مثل تلك الأساليب بكثرة، إضافة إلى محاولات تمترسهم في الأحياء السكنية المكتظة بالسكان بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا المدنيين بغية إلصاقها بقوى التحالف، وكلما ازدادت وطأة الضربات عليهم، وأحسوا باقتراب نهايتهم سيزداد جنونهم كما حجم انتقامهم.