ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻳﻦ ﻭﻗﻮﻓﻨﺎ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺣﻴﺪﺗﻴﻦ ﻛﻌﻀﻮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻳﺠﻞ ﻧﺴﺘﺸﺮﻑ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻣﻌﺎً، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻚ ﺑﺄﻻ ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺭﺗﻨﺎ ﺳﺘﻨﺘﺼﺮ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻭﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻼﺡ . ﻣﺎﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻚ ﻳﻬﻤﻨﻲ، ﻭﻻﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻜﺮﻳﻦ . ﻫﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﻤﻲ ﺛﻮﺭﺓً ﺭﺳﻤﻨﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻫﺎ ﺑﺘﻐﻠﻴﺐ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ . ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺭﺩﻙ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﺉ : ﻣﺎﻋﺎﺩ ﻳﻨﻘﻠﺒﻮﺵ . ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺃﺟﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻣﺶ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻓﻘﻂ ﻫﻢ ﻳﺪﻭﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ..
ﻋﻔﻮﺍ ﻳﺎﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ﺃﺛﺘﺒﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻼﺡ ! ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﻬﻨﻢ ، ﻓﻘﺪ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻣﺎ ﺷﺒﻌﻮﺍ !
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮ ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﺣﺰﻣﺘﻜﻢ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻞ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺃﺧﻼﻁ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﻭﻋﻴﻨﺎﻙ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻨﻲ ﺧﻮﻓﺎً ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮﺕ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﺗﺨﻔﻒ ﻋﻨﻲ ﺇﻥ ﺃﻏﻠﻈﺖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻲَ، ﺗﺴﻴﺮ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺇﻥ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﺃﺫﺍﻫﺎ ﺑﻤﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺘﻤﺎﺅﻩ؟ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻧﻚ ﺣﻮﺛﻲ ﻳﻬﻤﻨﻲ !
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮ ﺗﻌﺎﻃﻔﻚ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﺳﻔﻚ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻒ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﻓﻴﻜﺎﺑﺪﻧﻲ ﺍﻟﺘﻌﺐ، ﻭﺗﻔﻮﺗﻨﻲ ﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ﺗﺆﺛﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺼﺤﻦ ﻭﺟﺒﺘﻚ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺗﻔﺮﻍ ﺧﻴﻤﺘﻚ ﻷﻧﺎﻝ ﺭﺍﺣﺘﻲ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﺷﻤﺴﻴﺘﻚ ﺃﺗﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮ؟ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻧﻚ ﺣﻮﺛﻲ ﻳﻬﻤﻨﻲ !
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺤﻬﻮﻥ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺗﺘﺠﻪ ﺇﻟﻲَ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﻭﺗﻘﺴﻢ ﺃﻻ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺒﻞ ﻣﻨﻚ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻜﻢ؟ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻧﻚ ﺣﻮﺛﻲ ﻳﻬﻤﻨﻲ !
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻖ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺸﺎﺑﻜﺘﻢ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻣﺰﻳﺞ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ ﺃﺣﺰﻣﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺗﻤﻨﻌﻨﻮﻥ ﺑﺄﺟﺴﺎﺩﻛﻢ ﺍﻷﺫﻯ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﻏﻴﺮﻛﻢ؟ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻧﻚ ﺣﻮﺛﻲ ﻳﻬﻤﻨﻲ ! ﻭﺣﻴﻦ ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﻛﺮﻫﺖ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﺃﻋﻈﻤﺘﻜﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺃﻛﺒﺮﺗﻜﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﺎً ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻜﻢ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﻷﺟﻠﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﻭ ﻷﺟﻠﻨﺎ، ﻫﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﻩ ﻟﺴﻴﺪﻛﻢ، ﻋﻠﻪ ﻳﺮﺗﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ﻓﻴﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ؟؟
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻳﻦ ﻣﻮﻗﻔﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺒﻀﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺣﻴﻦ ﺣﺬﺭﺗﻴﻨﻲ ﺑﺤﺮﺹ ﺑﺄﻻ ﺃﻫﺎﺟﻢ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺿﺤﻴﺔ ﺧﻴﺎﻧﺎﺗﻬﻢ؟ ﻟﻮ ﺫﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ـ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ـ ﻟﻤﺎ ﻭﺿﻌﺘﻢ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻭﺣﻤﻠﺘﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺃﻫﻠﻜﺘﻢ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ . ﻭﻟﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺧﻴﺒﺎﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﺟﺮ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻟﺤﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ . ﻓﻠﺴﺘﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﻳﻤﻮﺕ ﺗﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ﺑﻼ ﺇﺭﺍﺩﺓ .
