الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٩ صباحاً

ليست حربكم؟!

محمد العميسي
الثلاثاء ، ٢٨ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٢٤ مساءً
داء الحوثي حربه على دماج كنت وقتها ضد هذه الحرب ومع اهل دماج في الدفاع عن مدينتهم. فالحوثي معتدي بينما هم يتلون الصلوات ويتنسكوا بصوفية مفرطة من عقود.
رفعت الأصوات مطالبة الإصلاح بالتدخل! تلك الأصوات لم تطالب الرئيس والجيش للتدخل باعتبار اهل دماج جزء من أبناء هذا الوطن.

ربما مرت ساعات وأنا أقول في خاطري ((وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان)) وبتمعن في هذه الحرب وجدت أنها ليست حرب الإصلاح هذه حرب تقودها جماعة متطرفة متمردة على الدولة وعلى الدولة حماية الناس منها.

قلت حينها للإصلاحيين هذه ليست حربكم. وقف الإصلاح على الحياد فصب عليه غضب المتمنيين له وبداء النقد والتشويه له لأنه قرر أن يبقى حزباً لا مليشيا.
خرج رئيس الدولة ليأمر المعتدى عليه بالابتعاد من طريق المعتدي فالهدف هو حرب مع الإصلاح وليس مع سلفيي دماج. وبما أن دماج لا تعني الإصلاح ولم يقاتلوا الى جانبها. فلتبحث الحرب إذا عما يهم الإصلاح.

خرج السلفيين من بلادهم هجروا بقرار الرئيس الذي سيهجر لاحقاً ويهرب من مدينة إلى أخرى حتى لا تطاله يد من هيئ لهم الطريق.

وتوالت الاحداث فوجدوا أن لا كتاف ولا حاشد تعني الإصلاح قتلوا القشيبي و 400 جندي داخل معسكرهم فبارك هادي عودة عمران الى حضن الدولة.

قال المتحمسين الإصلاحيين وقتها لم تكن حربنا بينما كان الكهول في القيادة يدركون ذلك من البداية. بكوا على القشيبي ولم يبكوا على شرف الدولة الذي انتهك لان الدولة التي تهجر مواطنيها لصالح المليشيات هي بلا شرف.

حشد الحوثي قواته حول صنعاء وهادي يشحذ همم الإصلاحيين للدفاع عن صنعاء. وربما أعاد لهم على محسن إلى الفرقة ليقود الحرب.
لم يعلن هادي النفير ويدعوا الشعب للوقوف بجانبه والقتال معه. ولكن اكتفى بالإصلاح!
دخل الحوثيين صنعاء وعبثوا، نهبوا، قتلوا واعتقلوا ولم يصدر هادي إدانة صريحة للحوثي بل ظل يغمغم. فمادام الخاسر هو الإصلاح لا مشكلة.

يتمسك الإصلاح بشرعية الرئيس وبشرعية مؤسسات الدولة حتى بيانه الأخير وجدته في ذات السياق.

ندعم شرعية الرئيس ندين القتل والخروج على الدولة والاعتداء على مؤسساتها. نؤيد قرارات المجتمع الدولي ولا ننفصل عن محيط نحن جزء منه.

قبل اجتياح صنعاء كنا نطالب الإصلاح بالدفاع عنها لم نكن نستوعب كيف يمكن أن يتخلى الجميع عن مسؤولياتهم في ذات الوقت لم ندرك أن الدفاع عن صنعاء مسؤولية الدولة والجيش وليس الإصلاح.

كلنا اتهم الإصلاح و طالت الشتائم قياداته. وأصبح الكثير من شبابه ينظرون إليه كحزب يقوده الكهول. وطالب البعض بتغييرهم فالشباب هم الاجدر بالقيادة.
وبين لحظة كنا نقول هذه ليست حربكم ولحظة وجدنا أن هذه الحرب حربهم وحدهم وأن صنعاء مسؤوليتهم هم وهم فقط. كان الإصلاح يقف على الحياد ويدين استخدام السلاح.
... استمر الإصلاح بقراره ونضاله كحزب سياسي لا كمليشيا رغم ما تعرض له من حرب شعواء إلا انه وقف الى جانب هادي قبل أن يدرك أن هادي يخون حتى نفسه.
تنهب مقراته ويقتل ويعتقل شبابه وقياداته فيصدر بيانا كأي حزب سياسي في العالم يحترم العمل السياسي ويؤمن بالشراكة والسلمية.

بعد أن اجتاح الحوثي صنعاء قال الجميع هذه ليست حرب الإصلاح واكبروا فيه انحنائه وتجنيب البلاد الحرب.
صمت الخليج والمجتمع الدولي عن تحركات الحوثي وحربهم باعتبارها ضد الإصلاح. خرج الإصلاح من هذه المحنة بالكثير من الخسائر لكنها قليل مقارنة بما قد تخلفه الحرب.
لم يكتفي الحوثي بالسيطرة على صنعاء بل بداء يجتاح المدن ووصل الحد به الى تهديد السعودية وإقامة مناورات على حدودها والانقياد العلني للمشروع الإيراني. بل ووقع اتفاقيات امنية بينه كمليشيا تختطف الدولة وبين دولة تصدر الإرهاب في كل اتجاه.
أتت عاصفة الحزم.

وعاصفة الحزم ليست حرب الإصلاح ايضاً. حين يدعوا هادي الشعب لتشكيل جيش شعبي على الإصلاح أن يكون في مقدمة الصفوف كجزء من الشعب فقط لا أكثر. وحين يُراد له أن يخوض الحرب منفرداً عليه أن يحني رأسه من جديد فتلك ليست حربه.