الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٩ مساءً

عدن تحترق وتقاوم؟!

محمد سعيد باوزير
الخميس ، ٣٠ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٠٠ مساءً
أردت أن أكتب مقالة عن عدن وما يجري في خور مكسر من مجزرة ، ومشاهد تقطع القلب وتدميه ، ولكن لم يقدر قلمي أن ينساب بالكتابة ، وأردت أن أتكلم فعجزت لساني عن التعبير ، ومن همي أحسست بالمرض والوهن في جسمي ، ولكني سأتمالك نفسي وأكتب رغم صعوبة ذلك نصرة لأهلي واخواني في عدن ، ورغم الألم مازلت لم أفقد الأمل ، وماهذه الأحداث إلا نهاية انتفاشة الباطل التي تليها نصر الحق ، وعاصفة المقاومة مستمرة ، وستنتصر بعون الله من أجل العقيدة والوطن .

وأنا أكتب هذه السطور مازالت ميليشيا الحوثي وقوات صالح تواصل مهاجمة البيوت وإحراق المنازل السكنية وتدك الأحياء المأهولة في حي خور مكسر بالدبابات والمدفعية وعشرات القتلى والشهداء حتى الآن بينهم أطفال ونساء ، وهناك المزيد من المآسي الأخرى لم تعرف بسبب انقطاع شبكة الاتصالات عن عدن ومنع الدخول والخروج الى خور مكسر .
ونشر الصحفي أنيس منصور حصيلة أولية لعدد الشهداء في حي خور مكسر وهي 64 شهيدا ومئات الجرحی والمفقودين وإحراق أكثر من 48 منزل .

والمقاومة مازالت تعصف بالمعتدين ، و تكبدهم الخسائر في المعدات والأرواح ، وقتلت العديد من قياداتهم الميدانية ، وأسرت العشرات من جنودهم ، وتعاملهم معاملة الأسرى ، ورغم الخيانات التي تعرضت لها المقاومة من بعض بني جلدتهم ممن كشفوهم يتعاملون مع الحوافيش ، ويسهلون لهم مهمة الدخول الى بعض الاحياء ، ومعرفة أماكن تواجد المقاومة ، وتوفير لهم المشتقات النفطية ، فهذا ليس مستغربا لأن من بشائر النصر انكشاف الأوراق ، وعلى المقاومة الشعبية توحيد صفوفها ولا تلتف الى من يريد شق صفها .

عدن تنادي الزعماء والقادة و المسؤولين انظروا الى عدن ، وافعلوا شي يشفع لكم بدلا من هذا السكوت المطبق ، مالكم اثاقلتم في الفنادق والقصور ، والشعب يعاني من نقص في المواد الغذائية والمشتقات النفطية و العلاجات والأدوية ، وكم ممن حرم وظيفته وعمله وقوت عياله بسبب هذه الأحداث والأوضاع ، وكم من مريض يريد العلاج فلا يجده ، وكم ممن هم عالق في خارج الوطن ينتظر الفرصة ليعود الى أهله وأحبابه منعه حظر الطيران ، وكم من مآسي لا ندري بها ، ورغم أن المؤسسات والجمعيات الخيرية تؤدي دورها في مساعدة المحتاجين وإعانة النازحين رغم مضايقة المعتدين والحوافيش عليهم إلا أنهم يحتاجون لدعم دولي ومحلي .