الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٢ صباحاً

طار الفساد المهرول للرياض؟!

د.حسني الجوشعي
الثلاثاء ، ٠٥ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٧:١٨ مساءً
أعظم الشخصيات التي هرولت إلى الرياض كانت مساندة للرئيس السابق على عبدالله صالح حتى الرمق الأخير بل العديد منهم كان يجلس إلى جانبه وهو يتهكم على الرئيس عبد ربة منصور هادي والوزراء الذين لحقوا به إلى عدن ويقول ليس أمامهم سوى البحر الأحمر كمنفذ وحيد للهروب إلى جيبوتي وكانوا يقهقهون من أعماق قلوبهم تشفياً في الرئيس هادي ووزراءه.

وعندما تأكدوا بأن مُلكْ الرئيس السابق بدأ في التهاوي والضرع الذي كانوا يرضعون منه ملايين الملايين بدأ في الجفاف, فهرولوا إلى الضرع الجديد في الرياض لعلهم يجدون موطئ قدماً يمكنهم من الاستمرار في تناول الحليب الحرام الذي أدمنوه طوال الثلث قرناً الماضية.

هل هذه الشخصيات التي تعتبر نجوماً ساطعة في سماء الفساد سيعتمد عليها الرئيس هادي في بناء يمننا الجديد؟ العديد منهم وقف بقوة ضد شباب ثورة فبراير 2011 والعديد منهم شارك في قمعهم والبطش بهم وتقريباً جميعهم كانوا سلبيين في الأحداث الجسيمة التي مر بها يمننا الحبيب طوال الأشهر الماضية وكانوا مباركين لكل الحروب التي شهدتها كل المحافظات اليمنية وكان موافقين ضمناً بسكوتهم لكل ما حدث لرئيس الدولة ولرئيس حكومته ووزراءه.

يعتقد معظم المراقبين للشأن السياسي اليمني أن الرئيس هادي سيتسامح مع جميع من وقف ضده بما في ذلك الأخوة في أنصار الله حتى نتقدم خطوة إلى الأمام في طريق الحل النهائي للمشكلة اليمنية نجنباً لإراقة المزيد من الدم اليمني وهذا في رأي الشخصي حكمة جيدة ومطلوبة في الظروف الراهنة ونتمنى من جميع الأطراف أن تتناسي الماضي بكل جروحه وألآمه وأن يتم إغلاق صفحة الماضي إلى غير رجعة.

فنعم للمصالحة الوطنية ونعم لنسيان الماضي بكل ما فيه من ألآم ويبقى السؤال الحيوي والهام....هل من الضروري أن يتم التمكين مرة أخرى لهؤلاء المهرولين الذين أفسدوا طوال ثلث قرن على الساحة اليمنية؟ هل من الضروري أن يعين هؤلاء للمرة العاشرة في أعلى المناصب في الدولة؟ وهل من المعقول أو المقبول أن يضع الرئيس هادي مقدرات الدولة ومفاتيحها في أيدي هؤلاء؟ ... كفى يا فخامة الرئيس ....كفى... فلقد طفح الكيل وفلا بد على الأقل من ابعاد هؤلاء الفسادين من واجهة الأحداث للفترة القادمة لأن وجودهم واستمرارهم في مناصبهم هو في حد ذاته اهانة واستفزاز للشعب اليمني بأكمله والذي صبر كثيراً عليهم ولابد من إغلاق حنفية الفساد امام هؤلاء ولا بد من ظهور وجوه جديدة نقية تقود عملية بناء اليمن الجديد بعيداً عن ركب هؤلاء المهرولين المنتهي الصلاحية.