الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٤ مساءً

الحديدة..سكرات الموت!

خالد الرويشان
الجمعة ، ٠٨ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٥:١٧ مساءً
في هذا الحر نحن بلا كهرباء.. إنها سكرات الموت يا أستاذ خالد!..وانتبهتُ للصوت الأجش ..

كان صوت الحديدة العزّي مصوّعي الشاعر والثائر الكبير! كان الصوتُ يئنُّ مكسوراً
أضاف:
أنا على مشارف المئة وقد خدمتُ في الدولة منذ 1935 ورغم كل مالاقيت وعانيت في حياتي فإنّ حياتنا اليوم في الحديدة أسوأ وأقسى من مصائب قرنٍ بكامله!

قلتُ له: البلاد كلها تعاني.. قاطعني بصوته الجهوري:
هناك فرق!..هنا يموت الناس والأطفال تحديداً من الحر!..وأضاف متسائلا بصوته الفخم:
لماذا يقطعون الكهرباء عن الحُديدة!؟ وأضاف بحُرقة أحرقتني:
الحُديدة التي أطْعمتِ البلادَ لحمَها من زمان تختنق الآن وتغرق في عرقها ودموعها ..هذا نداء استغاثة يا أستاذ خالد..!

في الواقع أنني وأنا أسمع إجهاشةَ صوته غرِقْتُ واختنقتُ أنا الآخر!
تذكّرتُ عدن التي تحترق بالنار والحر وتعز كذلك واليمن كله يتضوّر جوعاً وعطشا كما لم يحدث من الف سنة على الأقل!

إستغاثة! لِمَنْ..وبِمَنْ ..لا أحَدَ هنا! لا أكاد أرى أحداً سوى مجنونٍ يذرع الليل وحيدا يمضغ الظلام ويشرب الكراهية!
انا آسف ايها الشاعر الكبير.. لمْ أجد أحداً..!


من صفحته على "الفيسبوك"