الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٤ مساءً

قراءة تحليلية في خطاب الرئيس الاخير ..

محمد حمود الفقيه
الاثنين ، ٢١ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
المتأمل لخطاب الرئيس صالح الأخير ، يكتشف عمق الألم الذي يرافقه خاصة من أخيه غير الشقيق الذي انشق عنه وتركه هو وأبنائه في ظلمات لا يبصرون ، لقد لمح الرئيس على عمق العلاقة التي كانت بينه وبين اللواء الأحمر ، طيلة فترة حكمه ، لكن علي صالح لم يتجاوز الخطوط الحمر في كلامه عن من وصفهم العملاء وتجار الحروب ، لكنه المح الى ان تاريخهم مخزي من دون الدخول في التفاصيل لسيرتهم معه على مدى عقود .
لم اهتم كثيرا في خطابات الرئيس السابقة لأنها كانت مكررة من الجمل والعبارات ، لكن خطاب السبت الماضي 19/11/2011 كانت له دلالات يمكن من خلالها ان يستفيد شباب الثورة بعد نجاحهم في تحقيق أهدافها من هذه الدلالات التي أشار اليها صالح ، عندما اجتمع مع اللواء الرابع حرس جمهوري وتحدث معهم وقال لهم انهم صمام أمان الثورة .

حسب تقديري فإنه لا بد من استجواب الرئيس صالح مستقبلا وبأي ثمن ، لماذا ؟ لأن الرئيس هو وحده الذي يعلم لغز الدولة اليمنية وما وصلت اليه من الفساد الذي احتل شريان الدولة واستفحل فيها في جميع المؤسسات كان أكبرها القوات المسلحة والأمن ، خاصة بعد قيام الوحدة اليمنية ، كان الرئيس بالأمس يخاطب القوات المسلحة ككل بأنها صمام أمان البلاد ، واليوم يخاطب الحرس الجمهوري بنفس العبارة فقال لهم : ” انتم صمام أمان الثورة”، قد نفهم هذه العبارة من جانبين :

الأول - ان الرئيس صالح ومنذ فترة ليست بالقريبة عمل على اعداد الحرس الجمهوري والأمن المركزي اعدادا خاصا من التدريب والتأهيل والعتاد والتوسع والانتشار في كل محافظة ، وهذا الاعداد تم ليحل هذه الوحدات محل القوات المسلحة ان شئنا ان نسميها(القوات المسلحة العجوز ) وهذا هو ما جرى بالفعل ، وكذلك استحداث وحدة الأمن القومي تهميش دور الأمن السياسي ، وهذا الإجراء من رئيس الجمهورية يفسر معنيين الأول شيخوخة القادة العسكريين القداما في موضوع الولاء العسكري المطلق للنظام الحالي ، والمعنى الثاني هو خوف الرئيس صالح من المحاربون القداما كما نسميهم في ما لو تمت عملية انقلاب عسكري ، فإن الوحدات الجديدة التي بنيت على عقيدة جديدة مفادها ان الوطن هو الرئيس !!! هي التي ستقوم بدورها في حال حصل الانقلاب .

أما الجانب الثاني : فهو سعي الرئيس للإعداد لمرحلة ما بعده ، أي انه أعد العدة لنجله احمد ليحل محله عبر تقديمه للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية ، وهذا الإجراء تم عبر تجهيز الحرس الجمهوري والأمن المركزي عوضا عن القوات المسلحة الأخرى وجعل دور الجيش هامشيا ، لأنه في حالة توريث الابن الأكبر وتنصيبه رئيسا للبلاد فإنه ضمن بذلك حمايته لا سيما من ”المحاربون القداما " وبهذا يكشف لنا التاريخ يوما بعد يوم الشرخ الكبير الذي كان بين الرئيس وبين معاونيه قادة الجيش السابقين .

نستطيع ان نعيد الذاكرة الى الوراء قليلا ونتذكر حادثة مقتل القائد العسكري للمنطقه الشرقية اللواء محمد إسماعيل ورفاقه العقيد احمد فرج وخمسة عشر ضابطا معهم عندما تحطمت طائرة مروحية عسكرية في حضرموت ، فهناك الكثير من التساؤلات حول تلك الحادثة ، حتى انه اكتفى الرئيس بالقول انه خلل فني أصاب الطائرة مما ادى الى سقوطها ، وكان الأحرى ان تجرى تحقيقات حول الحادث للكشف أكثر عن تلك الحادثة .

أخيرا .. اشارة الرئيس في خطابه عن التاريخ المخزي لمن سماهم بالانقلابيين سواء مدنيين وعسكريين ، يدل على الصفحة السوداء التي مر بها هؤلاء وفي علم ودراية الرئيس نفسة ، بل ان صالح توجد أمامه صعوبات في إظهار تلك الملفات المظلمة تجاه حق الشعب اليمني ، واكتفى بقوله _ نحن أكبر واسمى من ان نتكلم عن تاريخهم المخزي _ دلالة واضحة على ان الرئيس كان يعلم ما يسرون وما يعلنون ، بل قد يكشف لنا الزمن حجم اشتراك الرئيس صالح مع من كان تاريخهم مخزي تجاه اليمن وشعبه ..