الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٨ مساءً
الاثنين ، ٢١ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
قال الرئيس علي عبدالله صالح لوكالة فرانس برس,تعليقا على نهاية معمر القذافي:-" القذافي أذاني" وكأنه,بلغته (الجوانية) على رأي الجماعة النفسانيين, يقول بأن ما حدث للقذافي هو عقوبة لأذية صالح.

صرخت في نفسي, وصورة الرئيس مبارك مرمي في سرير المرض - شفاه الله إن كان فيه مرض- تقفز في وجهي:- يا خبر أبيض, الموضوع ما طلعش ثورات شعوب.تذكرت الرئيس المرحوم السادات بسرعة - أكثر واحد سخرو(مرمط) بثقافة (الشاويش المشيرعلي) وقلت يا خبرأسود, يمكن حادثة المنصة من كرامات الأذية ايضا.

وأن شبهة (المؤمراة الخفية ) التي صرحت بها أخت السادات صحيحة, وأن (الاسلامبولي ورضا صايل) كانوا كمبارسا وأدوات بأيدي أخرى نكتشف الآن أنها,ليست الجماعة الإسلامية,ولا أيادي مبارك نائبه في ذلك الوقت, وصاحب المصلحة, ولا معجزة (البابا شنودة ) كما يقول الأخوة الأقباط. بل أيدي الكرامة الصالحية- ما غيرها- التي لا ترضى الأذى لهذا الولي الصالح.وأخيراعرفت وأناأنظر إلى يديه المحروقتين سبب الحرق والقتل الذي يتعرض له كرام اليمن منذعشرة أشهر..الأذية:- الثورة حاولت تؤذي صالح وياليتها ما حاولت.ليش الأذية بس.

أثبتت الوقائع أننا لم نعط (صالحا) حقه من التقدير. كنا نظن أنه رئيس جاء على غفلة من الزمان, وأنه لحكمة لا يعلمها إلا الله فإن ( شاويش ماعنده الابتدائية) يحظى بكل بروتوكولات ومراسيم الاحترام من كل زعماء العالم . لكن الراجل أثبت أن ذلك لا يمنع أن يكون أستاذا في آخر آيام حكمة.وأن حصوله على تلميذين نجيبين بهذا الحجم( المجلس العسكري المصري وبشار الأسد) يثبت أنه أستاذ, أستاذ.

في إستلهام وتلمذه عجيبه للمبادرة الخليجية( وهي لمن لا يعرف مبادرة مكتوبة ومطبوعة في دار الرئاسة اليمنية, تم تسليمها لمسوق ومقاول من الباطن ( مجلس التعاون الخليجي) حتى يضمن خروج سلس وآمن ومشرف وحرايقي- وقل ماشئت- للرئيس صالح. فإن نظام بشار الأسد أعلن قبولة للمبادرة العربية لحل الأزمة السورية. ولسان حاله يستحضر صورة حكيم العرب الصالح:-" يا بخت من قتل وبادر" يعني أن تقتل شعبك ومعاك غطاء من مبادرة عربية أو خليجية يقولون فيها: "إحنا في عرصك كفاية وخذ ما تريده وتبغيه." ضمانات,مليارات.. طيب اقتل شوية مواطنين كمان, بس نرجوك أرحل رحيل مشرف.

المجلس العسكري المصري أثبت- بان أدوات المماطلة والتسويف والحال الواقف- وهي أشهر أدوات الشاويش المشير.هي بالضبط ما يحتاجة حتى يضمن عودة الأمن والقانون والنظام في جيب النظام كما كان قبل 25 يناير. لكن ياولداه, من اللي هيستجرى يعمل مبادرة للكبيرة .فكانت فكرة "مبادرة السلمي" أو وثيقة السلمي.

الوثيقة"الدستورية" التي تضمن فكر وفلسفة وفقه وبركات الشاويش المشير علي عبدالله صالح.صحيح أنها جاءت بعد سلسلة من المبادرات السابقة - وثيقة الأزهر,ووثيقة البرادعي للمبادئ الدستورية على سبيل المثال- لكنها بصراحة وبعد سحبها وإعادته,وتلميعها, أصبحت بلا منازع النسخة المصرية من مبادرة صالح الخليجية.

أمام هذا" الإندساس" الفكري المخيف, لسيادة الشاويش المشير القائد علي عبدالله صالح.و هذا التبني الواضح لهذا الفكر من "بقايا" مجلس مبارك, وشبيحة الأسد. وكيمني مسئول عن إندساس أفكار رئيسه الرسمي (حتى إشعار آخر) قررت إنعاش ما أفسده عفاش(لقب أسرة علي عبدالله صالح).
اليوم الجمعة 22 ذي الحجة 1432ه الموافق 18 نوفمبر 2011, قررت الإندساس في تفاصيل الحياة المصرية و البحث عن كل مايزيل كل تلك الأفكار الصالحية. كان أو صوت شجعني تغريدة لمغرد مصري شاب وأصيل في موقع تويتر:- أحمد بحيري يغرد فيهابعد الفجر
:" تركنا «مبارك» عرايا واكتسى هو.. جوعى وشبع هو.. فقراء واغتنى هو.. مرضى وعولج هو وعندما قمنا بالثورة لنحقق «العدل» تحقق له هو"

ومع هذه الجمعة التي في طريقها للتحول لمليونية جديدة, كنت مندساً في خطبة لشيخ سلفي محرر من سجون مبارك "فوزي السعيد" كان يتحدث طوال الخطبة عن عظمة وجلال الله الذي يسجد له الشجر والحجر والبحار والمجرات.وبعد أن أنهى خطبته تساءل عن الأموال المنهوبة التي لم تعد إلى بطون الجياع اللذين يئنون.وعن البلطجة الممنهجة التي لم توقف, وعن السلطة التي لن تسلم.فانطلق المصلون في مسيرة إلى التحرير.وكما يليق بمندس كنت أمر أمام اللجان الأمنية أبحث عن أشباح الشاويش المشير القائد على صالح. يستوقفني أفراد اللجنة :-" البطاقة, يا أستاذ" أرد:- ما فيش بطاقة,ومندس من اليمن. والعجيب أنا أفراد اللجنة يرحبون بي بعدها ويأخذونني بالأحضان.. أغذ الخطى في ميدان التحرير, أخاف أن يسبقنبي أحد أشباح صالح ويفجر في المتظاهرين, ويقول أنهم هم من فجر أنفسهم,لاستعطاف الفكر العالمي مع المجلس الموقر.. وحين أنتهت المليونية على خير عرفت أن إندساسي جاب نتيجة.

المساء التالي ظهر لي خبث الإندساس العفاشي: ها هم الأمن المركزي يظلمون سماء التحرير بقنابل الغاز والرصاصات المطاطية.ها هو الشهيد الأول في القاهرة, الثاني في اسكندرية, في السويس.. "الثورة المصرية ابتدت وفشل إنقلاب العسكر" هكذا قال الحر اليماني عبد الرحمن صاحب المعالي في تغريده إلكترونية .في تلك اللحظة وأنا أعرف نفسي كمندس يمني في ميدان تحرير مصر, كان أحدهم يظنني" معتز" من اليمن..قلت له: إن شاء الله, قريبا جدا, حايبقى إسمي "معتز من مصر واليمن".

وحتى ذلك الحين فأنني أعلن تخلصي من إندساسين عقيمين. الأول إعترافي بالمجلس الوطني ممثلا لي كمواطن يمني. إعترفت به سابقا على مضض بالرغم من الأسماء التي أختيرت بغير معايير وذلك حتى تسير القافلة.لكنني بعد هذا الفشل واللهاث الذي أراه منه وراء مبادرة ميته,وجوار إقليمي ودولي عدو للثورة فأنني أعلن خلع عهدي له.أما الإندساس الثاني فهو المبادرة (الخليعية) تعرفون طبعا لماذ!