الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٧ صباحاً

رسالة عاجلة لعصفوري الراحل

موسى المقطري
السبت ، ٠٦ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
ايها العصفور ذوا الصوت الجميل :
هل اخبروك يوما ان الارض لم تعد آمنة في اليمن ، وهل ذكروا لك ما يدور في السماء ، وهل اعلموك ان شعبنا صار لاجئ في الصومال وجيبوتي .

ايها العصفور ..
هل اخبروك اننا بلا ماء ولا كهرباء ولا غاز… ولا وطن .
هل اخبروك ياعصفوري المهاجر اننا نبات على اصوات المدافع ، ونصحو على زخات الرصاص .

هل اخبروك ان قلة جائوا من اقصى جبال مران ارادوا لوطن شاسع ان يصبح لعبة بين أيديهم .

هل قالوا لك ايها العصفور ان ايران اصبحت ترسل المساعدات لليمنيين !!!
وحين جاء الجد وجدوا في سفينتها ماء ورز فاسد ، ومطامع توسع لا غير .

هل قالوا لك يا عصفوري الحسن الصوت ان من يدعون الحق الالهي بحكمنا قتلوا صديق لي ، وحبسوا اخر ، ونهبوا بيت ثالث .

هل اخبروك اننا صرنا بسببهم عاطلين عن العمل ، نعيش في الظلام ، واولادنا يحملون الآنية بحثا عن شربة ماء .


اما اعلموك اننا ننزح بسببهم فيطاردوا من ينزح الى عرض البحر ، او قمة الجبل ، حتى المساعدات التي جاد بها العالم للنازحين أخدوها .

لاتعد يا عصفوري المهاجر فقد نهبوا عشك حين هاجموا شارعنا ذات غزوة من غزواتهم المشئومة ، لقد احرقوا الشجرة الخضراء التي كنت تغني عليها كل صباح ، والحبوب التي كنا نجود بها عليك صرنا نبحث عنها بشق الأنفس .

لا تعد يا عصفوري فاصوات رصاص الأماميون الجدد لن تدعك تنام بسلام على شباك منزلنا ، دخان حرائقهم سيفسد عليك غنائك ، وسيلوث ريشك الناعم .

لا تعد يا عصفوري فحكمانا صاروا لاجئين ، وشرفائنا في السجون ، والطيبون يرحلون شهداء ، والقاتل يحمل طلاسم تضمن له الجنة ، وبضع حفنات من تراب قبور هالكيهم ينوون ان يردوا بها النوائب .

لاتعد ياعصفوري المغرد حتى يعودوا إلى كهوفهم ، حينها فقط تستطيع أن تغني ، وترقص ، وتبني عشك من جديد .

عليك وعلى الوطن السلام ، وعليهم الخزي والعار .