الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٧ مساءً

مسارات مؤتمر جنيف

المدائن
الاثنين ، ٠٨ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٥٦ صباحاً
ثمّة إحساس لدى الحوثيين بأن مؤتمر جنيف المقبل للحوار بين الفرقاء اليمنيين، أصبح بالنسبة إليهم، كما لو أنه انتصار يخصهم، بعد أن رفضوا حضور مؤتمر الرياض الذي جرت دعوتهم إليه.

الأمم المتحدة من طرفها، تدرك جيّداً أن الحرب لن تحلّ المأزق اليمني، وأنّ تطاول أمد هذه الحرب سيجرّ إلى تداعيات ذات طابع دولي؛ نظراً للموقع الجيوستراتيجي المهمّ لمنطقة اليمن، وسواحلها البحرية.

لذلك فالمنظمة الدولية قد ترى أن وجود الحوثيين في جنيف سيجعل من فرصة التوصُّل إلى اتفاق أمراً ممكنا، لاسيما بعد نتائج القصف المدمِّر، والخسائر التي تكبَّدها الحوثيون. أما الحكومة اليمنية فبرغم رفضها، في البداية، للذهاب إلى جنيف، والجلوس إلى طاولة الحوار مع الحوثيين، إلا أنها، في النهاية، غلَّبت المصلحة العامّة لليمن، وقرَّرت حضور هذا المؤتمر، في الموعد المبدئيّ له، يوم 14 يونيو الجاري.

بيد أنَّ ما لا يدركه الحوثيون هو أن مداولات جنيف لن تكون حوارا بلا مرجعيّة، وإنما ستكون ضمن أفق قرار مجلس الأمن رقم 2216، والذي يقضي بترتيبات تُجرِّد الحوثيين من الوضع الذي أصبحوا عليه، منذ سبتمبر الماضي، عندما دخلوا صنعاء، واستولوا على السلطة.

لن تضيف جنيف جديداً حيال مرجعيّة الحوار المستندة إلى تنفيذ بنود القرار 2216، بقدر ما تحاول إقناع الحوثيين، سواء عبر الحوار المباشر، أو من خلال ضغوط إيرانية في الكواليس، على القبول بالقرار المذكور الذي قد تجد له الأمم المتحدة تخريجاً مناسباً، لاسيما في مسألة تسليم السلاح؛ كأن يجري تسليم سلاح الحوثيين إلى قوّة عسكرية من الأمم المتحدة؛ تسهيلاً للوصول إلى بقيّة البنود الأخرى للقرار 2216.

الخاسر الأكبر في مؤتمر جنيف ـ حال انعقاده ـ هو الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح؛ لأنه أصبح كرتا محروقا في مستقبل التسوية السياسية في اليمن، وهي تسوية لا بدّ منها؛ من أجل الجميع.