الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٢ مساءً

حتى الحروب لها أخلاق!

خالد الرويشان
الاثنين ، ٠٨ يونيو ٢٠١٥ الساعة ١١:٤٩ صباحاً
هل هذه حربٌ للقتل ..والقتل فحسب! مذبحتان خلال أيام تؤكدان ذلك!

مذبحة الأمن المركزي ضرباً بالصواريخ..وهم في الأساس شرطة مدنية!

ومذبحة جنود القيادة اليوم ضرباً بالصواريخ أيضا وهم في النهاية في مقر إداري في قلب العاصمة
في مذبحة الأمن المركزي تم الضرب بالصواريخ عدّة مرات خلال نصف ساعة!

وكأن القصد قتل أكبر عدد من الأفراد حتى لو كانوا من المسعفين!

واليوم وبعد منتصف الليل تم ضرب مقر إداري في قلب العاصمة ..والضحية العشرات من الجنود ..أكرّر في مقر إداري!
هذه البشاعة لم تحدث حتى في الحروب العربية الإسرائيلية!

كانت إسرائيل قادرة على ضرب القاهرة ودمشق..لكنها لم تفعل! حتى في هزيمتها في حرب أكتوبر 1973
لكنّ إسرائيل قبل ذلك لم تضرب شعبها بالصواريخ والدبابات كما يفعل الحمقى في عدن وتعز!

..........
ثمّة جهابذة يجب أن يحاكموا لجهلهم أو لسوء نيتهم!
وكأنه لا يكفي أنهم ورّطوا البلاد في حرب غبية مجنونة أودت باليمن واليمنيين!
البلاد في حالة حرب وهم يجمعون الجنود في أماكن معرضة للضرب في أي لحظة!

بل في مقار تم ضربها قبل أيام..مثل القيادة!
هل نفترض سوء النية أم الجهل..أم كليهما؟!
نحن ننسى أن هذه الحرب برمّتها هي نتيجة لكليهما..سوء النية،..والجهل!

ما كان لهذه الحرب أن تحدث لو أن هناك قدراً من الشعور بالمسؤولية عن شعب
..بل عن حياته!

أمّا وقد حدثت الحرب..فإن الحروب لها أخلاق!
والتاريخ يسجل والشعوب لا تنسى!

لكنني أتذكر باستمرار بيت الشعر العربي القديم:
لا يبْلُغُ الأعداءُ مِنْ جاهلٍ ** ما يبلُغُ الجاهلُ مِنْ نفْسِهِ!

الجاهلون! ماذا نفعل بأنفسنا في عدن وتعز والضالع والبيضاء وشبوة..واليمن كله
الجاهلون!..أصبح لدينا خبراء في صناعة الجهل! والمشكلة أنه يستحيل تصديرهم!

فلن يقبل بهم أحد أو يشتري خبرتهم مجنون!

وبعد أن تم تدمير اقتصاد اليمن
وإغلاق مصانعه ومدارسه وجامعاته،
فإنّ صناعة الجهل والتوحّش هي الر ائجة الآن!
وهي غير مكلفة! ولا تحتاج إلى وقود!
فوقودها الأساسي هو الظلام المستمر