الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٠ مساءً

مؤشرات على فشل جنيف

محمد عايش
الثلاثاء ، ٠٩ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٧:١٢ مساءً
إذا استمرت هذه المقدمات على ما هي عليه، فإن علينا منذ الآن نفض أيدينا عن أي أمل في "جنيف".

وطبقا لمعلوماتي المؤكدة من الأطراف المعنية:

الأمم المتحدة، ومبعوثها إلى اليمن، والقوى الدولية، تخلوا عن مطالبتهم لكل الإطراف بالذهاب إلى جنيف "دون شروط مسبقة".. وتحولوا بدلا عن ذلك إلى تبني شروط ومطالب السعودية..!
كل الضغوط الدولية الآن تنصب لمصلحة اقتصار أجندات طاولة جنيف على "مشاورات" حول أمر واحد فقط: تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي..
أي بدرجة أساسية مناقشة آليات انسحاب الجيش ومقاتلي أنصار الله من المدن وإحلال قوات دولية..!!
فيما الوضع السياسي ومابعد انتهاء الحرب، تتم مناقشته في مرحلة أخرى..

.................
مبعوث الأمم المتحدة، الذي تحول خلال الأسبوع الأخير إلى مبعوث للخليج والسعودية كما يبدو، قال لقناة الجزيرة إنه حتى التطرق لمسألة وقف إطلاق النار ينبغي أن لايتم إلا بعد بدء "الانسحابات"..!
وهذا الكلام كان رياض ياسين وحده يهذر به طوال الوقت ويُقابل بسخرية عريضة.
من المشكوك فيه، وربما من المتيقن، أنه لا الجيش ولا أنصار الله ولا صالح ولا المؤتمر الشعبي في وارد أن يوافقوا على أن تكون "جنيف" مجرد موعد، ومكان، لرفع الراية البيضاء، أو للسماح للسعودية وحلفائها بأن ينتزعوا بالمفاوضات مالم يستطيعوا انتزاعه بالحرب.

يصر الحوثيون والمؤتمريون بدلا عن ذلك، على الدخول في الحوار دون أية اشتراطات مسبقة، وأن يُترك لطاولة الحوار بين اليمنيين ترتيب أجنداتها بنفسها، ليُصار إلى نقاش وقف إطلاق النار والترتيبات السياسية لما قبل وأثناء وبعد ذلك، والانسحابات والرئاسة والحكومة.. الخ.

...................
السعودية تريد من جنيف أن يكون فقط أداة لتنفيذ مخرجات "مؤتمر الرياض"..
بمعنى أن يذهب الجميع إلى هناك لمنحها وحلفائها ما تريده من انسحابات توفر "أرضية لإقامة الحكومة الشرعية عليها" حسب
أحد مخرجات المؤتمر المشار إليه.

ودون حتى أن يتم إلزام السعودية وحلفائها قبل ذلك أو خلاله بإيقاف النار ووقف العدوان..!!

..................
مسألة الخلاف الأخرى، تتمثل في إصرار السعودية بعد أن كسبت تأييد الأمم المتحدة على أن يكون الحوار في جنيف بين حكومة هادي كطرف وبين "الحوثيين والمؤتمر الشعبي" كطرف مقابل..
أي أن يكون حوارا بين "شرعية" و بين "انقلابيين"..
بينما الطرف الآخر يصر على أن يكون حوارا بين "مكونات سياسية" وإلا فإنه سيكون مجرد تبصيم واعتراف للسعودية ومعسكرها بأنهم الشرعية وان قوى الداخل مجرد متمردة ومنقلبة.

..................
باختصار: لاتريد السعودية حلا في جنيف، ولذلك تدفع بهذه الأسقف المرتفعة من الشروط والمطالب التي تعرف أن الطرف الآخر سيرفضها ابتداءا.

من يريد الوصول إلى حل فإنه يبحث عن مناطق وسطى تدفع الآخر إلى التقدم بخطوة مماثلة وتساعده في تقديم تنازلات من جانبه، أما الشروط التعجيزية فإنها لاتبحث إلا عن تكريس المشكلة

.....................

الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد قال أمس إنه ليس على أحد التعويل في جنيف، وإنه لن ينهي الحرب إلا "انتصار ولو جزئي أو انهاك عسكري"..!
.............
السعودية مصرة على الوصول إلى انتصار حتى لو أدى ذلك إلى تدمير اليمن كليا.
ولكن من قال إن اليمن سيُدمر وتنجو المملكة؟!!

هاهي التجربة ماضية.. وسنرى.

* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك.