الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٧ مساءً

مؤتمر جنيف .. نحن هنا !

المدائن
الاثنين ، ١٥ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٤٥ صباحاً
ربما لم يَسبق، من قبل، أنْ ذهبت قوى متصارعة حول وطن واحد، إلى المشاركة في مداولات مؤتمر يَعرف الجميع مُخرجاتِه وتوصياته ، بمَن فيهم، وعلى رأسهم : الفرقاء المتحاربون .

هذا هو حال الوضع في مؤتمر جنيف الذي جرى ترحيل موعده إلى يوم غد الإثنين 15 يونيو ، بعد تعثُّرات حالت دون انعقاده اليوم .

لسان حال الحوثيين الذين يشهدون تراجُعا واضحا في وضعهم العسكري وتخبُّطا كبيرا في أدائهم، وتصورهم لما يريدونه باليمن ؛ يعكس رغبةً جليّة في التنافُس الشَّكلي على إخراج مداولات مؤتمر جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة ، وتصويره كما لو أنه المقابل الموضوعي لمؤتمر الرياض . وفي حال يَعرف الجميع أن مرجعيّة المؤتمرين (الرياض وجنيف) هي مرجعيّات واضحة جدّا : (المبادرة الخليجيّة ــ مخرجات الحوار الوطني اليمني ، و قرار مجلس الأمن (2216 إلا أنَّ الحوثيين يُصرّون على تلك الشكلانيّة الاستعراضيّة، كدليل على انسداد أفقهم السياسي .

وإذا ما صحّت التسريبات الصحافيّة حول وجود مستشارين سياسيين إيرانيين مع الوفد الحوثي، في مؤتمر جنيف ، سيبدو لنا واضحا أن هناك نيَّةً لتفريغ المؤتمر من أيِّ محتوى سياسيٍّ جادّ ، لاسيما وأن الإيرانيين هم مِن أكثر الناس خبرة في المفاوضات الهوائيّة .

ربما نشهد ـ والحال هذه ـ اقتراحاتٍ أخرى إلى مؤتمر آخر تحت اسم (جنيف2) على غرار ما جرى للمفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، في كلٍّ مِن مؤتمرَي جنيف 1 وجنيف 2 تحت رعاية المنظمة الدولية، منذ أكثر من ثلاث سنين .

لقد كان واضحا للحكومة الشرعيّة اليمنيّة ــ حينما أبدتْ اعتراضَها على المشاركة في البداية ــ أن هذا المؤتمر لن يُفضي إلى نتائج ـ هي معلومة سلَفا ـ ولكنها تشارك؛ سدّا للذرائع الحوثيّة ، وتأكيدا على نيَّتها في التفاوض، فيما يبدو أن مشاركة الحوثيين في المؤتمر، فقط، لمجرَّد القول : (نحن هنا).