الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٩ صباحاً

"عن العلمانية"

علي البخيتي
الاثنين ، ١٥ يونيو ٢٠١٥ الساعة ١١:٠٥ صباحاً
لا تسلم المجتمعات المتدينة بالعالمانية الا بعد أن يقع الفأس في الرأس وتدخل في صراعات وحروب تكون المذهبية والطائفية محركها الأساسي والوسيلة المثلى للحشد، مع أن الصراع على السلطة والثروة هو الدافع الخفي لها، هذا ما حصل في الكثير من دول العالم.

عندما يحكم اتباع جماعة معينة ويسعون لفرض فهمهم الديني على الآخرين يضج أصحاب الرؤى الأخرى من ذلك الحكم الديني ويتمنون العلمانية، ويسعوا للثورة على ذلك الحكم، لكن فور وصولهم الى السلطة يعيدون نفس الخطأ ويحكمون وفقاً لرؤيتهم الدينية، وعند ذلك يطالب خصومهم السابقين بالعالمانية مع أنهم كانوا يحكمون برؤيتهم الدينية كذلك.

ومن هنا يتضح لنا أن العلمانية هي الحل، وأن الجميع يفضلها في لحظة الضعف لأنها تحمي حقوقهم الديينية والسياسية وحرياتهم الشخصية، وأن الحكم الديني المذهبي ما هو الا وسيلة للسيطرة الأبدية على السلطة والثروة تحت ستار الله والدين.

العلمانية تحمي الجميع، من في السلطة ومن في المعارضة، وتزدهر فيها الأديان والمذاهب، لكن بعيداً عن السلطة، بحيث يصبح التدين والتمذهب علاقة فكرية روحية خاصة بين العبد وربه، وليس وسيلة للوصول الى مغنم ما في السلطة أو للاستحوذ الأبدي عليها.

العلمانية هي الحل لأوطاننا العربية، لاخراجنا من هذه الحروب والصراعات العبثية التي جعلتنا ننحر بعضنا، ونقتل بعضنا، ونفخخ بعضنا، وننفذ عمليات انتحارية في بعض، ونسبي نساء بعض، وننتهك أعراض بعض، ونبيع نساء بعض، تحت ستار الله والدين، وما يحصل في العراق وسوريا خير شاهد على تلك الفضاعات التي ترتكب باسم الدين.