الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٥ صباحاً

تساؤلات اللحظة الحرجة؟؟

عباس الضالعي
الثلاثاء ، ١٦ يونيو ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠١ مساءً
لماذا تأخر الحسم من قبل المقاومة الشعبية على الارض كما كان متوقع ، هل من تفسير لهذا الموضوع ؟..

تأخر الحسم من قبل المقاومة مرتبط بالترهل والتخاذل والهرولة التي تسير عليها القيادة الشرعية برئاسة هادي بسبب نظرته السلبية للمقاومة على انها تابعة لفصيل سياسي معين وهذه النظرة لها علاقة برغبة دول اقليمية ودولية ..
تأخر الحسم مرتبط ايضا بغياب القيادة الموحدة والتخطيط العملياتي على الارض وايضا غياب الدعم اللوجستي من المال والاسلحة ووسائل الاتصال العسكرية وعدم وجود شبكة من القيادات الداعمة في المناطق والمحافظات ، كل هذه العوامل مطلوبة من القيادة الشرعية لكنها تغافلت عنها عمدا لصالح اطراف خارجية ، بمعنى اوضح لازال هادي يتعامل بنفس العقلية التي كانت تقف وراء سقوط عمران وصنعاء وباقي المحافظات ولايمكن انكار دوره في ذلك ، فهو الذي وجه الجيش بالحياد من اجل افساح المجال للمليشيات للسيطرة علي المحافظات واسقاط الدولة التي انتهت بالسيطرة علي كامل مؤسسات الدولة وهروبه خارج البلد .. من يريد الحقيقة لما يجري عليه التدقيق بسياسة هادي وقراراته ورؤيته المتضاربة تجاه القضايا الاساسية…

لماذا لم يفي التحالف العربي بوعوده حول دعم المقاومة التي بحت أصواتعا وهي تناديه لدعمها بأسلحة نوعية ترجح كفتها على الارض؟

دعم دول التحالف للمقاومة لايتجاوز الظاهرة الصوتية على الاعلام وعلينا ان نفرق بين ضربات التحالف بواسطة الطيران وبين دعم المقاومة ، ضربات الطيران هدفها تأمين الخطر الناتج عن الاسلحة الاستراتيجية التي سيطرة عليها مليشيا الحوثي وضمان عدم وصولها الى الاراضي السعودية تحديدا اما فيما يتعلق بدعم المقاومة الشعبية على الارض بهدف التخلص من المليشيا الحوثية واعادة الدولة فيجب علينا ان لاننسى ان دول التحالف كانت هي الداعم للمليشيا الحوثية بصورة مباشرة وغير مباشرة من بداية تحرك هذه المليشيا من دماج مرورا بحاشد وعمران وصولا الى صنعاء ومابعدها وان دول التحالف تصنف المقاومة الشعبية بأنها خاضعة لجماعة الاخوان المسلمين وهو البعبع الذي يخيف دول التحالف وتحديدا دول الخليج ، ومن هذا المنطلق فدعم المقاومة الشعبية بشكل جدي مستبعد ماعدى الدعم من اجل الاستنزاف الذي نلاحظه بين الحين والاخر الذي يتم انزاله بواسطة الطيران على بعض المناطق بفترات متباعدة ، وهذا الدعم حقيقة هو لاستنزاف المقاومة اكثر من كونه دعم للحسم..

ــ ومادور حكومة الرئيس هادي في هذا السياق؟
دور حكومة هادي لايفرق كثيرا عن دور دول التحالف ، هادي هو السبب بالتغيير العكسي الذي تحقق في النتيجة لصالح مليشيا الحوثي ، وهادي هو من مد يده للمشاريع والمخططات الخارجية التي تعتبر خصما للتغيير ..

هادي هو بوابة التدمير وهو الامتداد الطبيعي للنظام السابق وهو المسؤل عن الثورة المضادة وكل ماله علاقة بوقف وعرقلة مسار التغيير ..

ــ لكن يقال أن هناك عامل خارجي وراء تباطؤ دعم التحالف للمقاومة ، بسبب خلافات بين بعض الدول المشاركة في التحالف حول دعم المقاومة المتهمة بأنها إخوانية ؟..

العامل الخارجي موجود من اول يوم اندلعت فيه ثورة التغيير في فبراير 2011 والمبادرة الخليجية اهم تجليات هذا التدخل فبدلا من انقاذ اليمن سعى الجميع الى تدميره وتحولت اليمن الى محطة للصراع الاقليمي والدولي ، ايران ومعها الامارات والكويت والسعودية كانوا جميعا في صف واحد وجميعهم داعم للرئيس السابق وحليفه الحوثي وحين حدثت تغييرات في قيادة المملكة تحول الصراع بين ايران والامارات ومصر وامريكا من جهة وبين السعودية وقطر وتركيا من جهة اخرى هذه هي الحقيقة وبدون اي اضافات ..

النقطة التي يلتقي الجميع عندها هو خوفهم من وجود الاخوان كقوة مدنية فاعلة ، ومن ساهم في توسيع فجوة الخوف هي رغبة وسياسة هادي الذي صنف المقاومة للحوثي بأنها كلها اسلامية وابعد من ذلك فإن اخر تصنيف له من الرياض هو ان المقاومة مرتبطة بالقاعدة وتنظيمات ارهابية وهذا التصنيف كتبه في تقارير رسمية مدير مكتبه السابق الذي له ارتباطات بدوائر استخبارية اجنبية وقد سلم هذا التقرير لمبعوث الامم المتحدة وسفراء عدد من الدول الراعية للمبادرة الخليجية ..
يجب ان لانذهب بعيدا بإتهام الاخرين قبل ان نعرف مدي خطورة البؤرة التآمرية التي خلفها وجود هادي على رأس الدولة وهذا الوجود هو الذي اوصل الاوضاع الى هذا المستوى الكارثي من التدهور والانفلات ..

المقاومة موجودة في كل قرية بل في كل بيت من بيوت اليمن لكن هذا الوجود تم تغييبه من قبل هادي وتم تدمير معنويات المقاومة بسبب السياسة الرخوة والتآمرية المسيطرة على رأس هادي..