الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٨ صباحاً

ليتنا ذهبنا.. الى القصر الجمهوري....!

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ٢٣ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
لم نكن نعلم أننا قد أنظمينا نحن اليمنيون الى منظومة التعاون الخليجي ، فالذي نعرفه انهم أدخلونا المجلس في المجال الصحي والرياضي والتعليمي فقط كمشاركين وليس أعضاء ، ولم نشعر يوما بالعضوية الكاملة إلا بعد اندلاع الثورة الشبابية السلمية ، فقد ركضت دول الخليج وراء هذه الثورة محاولة إجهاضها وبكل الوسائل وكأنها اندلعت في جزء من الأرض الخليجية العربية .

شباب التغيير هم كذلك لم يدركوا انهم خرجوا للثورة في بلاد تعاني من التبعية و الوصاية منذ عقود ، ولو أن الشعب اليمني حكم نفسه بنفسه لما احتجنا الى ثورة يمنية ثالثة !! هذا هو واقعنا في اليمن ولا يمكن لأحد ان ينكر ذلك .

في جمعة الكرامة في الثامن عشر من ابريل ، ذلك اليوم الدامي الذي سيظل في ذاكرة اليمنيين ، كانت قد بدأت ملامح السقوط لنظام علي عبد الله صالح ، لكن الشباب لم يجيدوا فن الزحف نحو القصر الجمهوري مثل ما فعل الشباب التونسي والمصري ، ولكننا نؤكد ان الأمر مختلفا تماما عما جرى في تونس ومصر ، فالنسبة لتونس وكذلك في مصر المعارضة ولدت من رحم السجون ، ونشات في بيئة الإعدام ، حتى خرجت بكامل التدريب والتأهيل لما قد يواجهها من منعطفات سياسية ، أما المعارضة في اليمن فهي بالأساس خرجت من رحم النظام ، بل كانت جزءا لا يتجزاء منه ، وبهذا فإن الإستراتيجية لديها ناقصة ان لم تكن مفقوده ، لم تستطيع في أكثر من تسعة أشهر ان تحسم الأمر سواء السلمي كان أو العسكري ولربما للظروف الخاصة المحيطة بها في مجتمعنا اليمني .

فوتت المعارضة اليمنية فرصة كبيرة في تاريخها السياسي ، كانت هذه الفرصة ستحد من زيادة هدر الدم اليمني ، حين دعيت للتوقيع على المبادرة الخليجية في القصر الجمهوري ، عندما اشترط الرئيس صالح هذا الأمر ، كي يضع قلمه في الورقه الخليجية ، حين صار مداد قلمه أغلى من دماء اليمنيين ، ليت شعري لوكان توقيعك غاليا يارئيس الجمهورية اثناء فترة حكمك حين جعلته مباحا للفاسدين يسترزقون منه ويبطشون به في جميع الدوائر الحكومية..!

رفض المعارضة الذهاب الى القصر للتوقيع على المبادرة ماكان من صالح الشباب ، فقد استغل ذلك الطرف الآخر هذا الرفض ليمرر به حججه الواهية تجاه التزاماته أمام العالم بما وعد في أكثر من مرة ، حيث تعهد بالتوقيع ، بل وضع الزياني في موقف صعب جدا بصفته مسؤول المنظمة الخليجية والسفير الترحال اليه كل أسبوع ، تمخض عن هذا الرفض من قبل المعارضة على إهدار للوقت واضعاف معنويات الشباب الذين خرجوا يطالبون رئيسهم بالرحيل ، فمنهم من غادر ومنهم من بقي في خيمته ومنهم من قتل ومنهم من جرح خلال فترة المراوغة ...

المعارضة اليمنية لا حول لها ولا قوة ، وقعت بين فكي كماشة ، الشباب الرافض للمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي الذي ينظر الى اليمن بنظارة سوداء قاتمة لم تتبين له حقيقة ما يجري في اليمن ،لكن مبررات المعارضة في عدم ذهابها الى القصر حينذاك للتوقيع لا يمكن ان نقبله نحن كيمنيون ، فإن كان السبب في صالح وكذبه فهذا الأمر كذلك لا يهم فهناك حكمة متداولة تقول: اتبع الكذاب الى باب بيته _ وان كانت مبرراتهم الخوف على أنفسهم من الأيدي الآثمة ، فهذه أيضا ليست مقنعة ، فالتضحية لابد منها تجاه الحرية ، فلو ان أحدا من قادة المعارضة قتل لكان هذا الحدث بمثابة ميلاد جيل جديد من اتباعه ، والمعنى هنا لتوضيح أهمية التضحية للوصول للغاية المنشودة .

يجب على اللقاء المشترك ان يخلع لباس القصور الذي يرتديه وان يتجرد من الخوف الذي رافقه في الماضي ، وعليه ان يستفيد من الذين سجنوا من المعارضين في محيطنا العربي لكنهم بلغوا بذلك العناء غاياتهم ومقاصدهم المرجوة ، وليعلم قاداتنا في المشترك ان اللحظة عصيبة وان الطريق وعر ، وليعلموا كذلك ان الشعب يعول عليهم كثير وينتظر منهم الكثير تجاه وطنهم وشعبهم وان يدركوا ان اليمن كانت تحت الوصاية ولازالت حتى اللحظة ، فاول ما يتطلب منهم تخليص البلد من التبعية التي أودت بحياتنا وحيات شبابنا اليمني ، نريد يمنًا حرا مستقل يحكمه أبنائه ، نحن لا نطلب القطيعة للشعبنا مع العالم الخارجي ، بل نريد ان يدرك العالم من هم اليمنيون وان يعرف ان ماقيل في حق شعبناء ليس صحيحا البتة ، نحن شعب كما الشعوب الأخرى نريد حقوقنا كاملة ، كما علينا واجبات تجاه وطننا وامتنا والعالم ...