الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٨ صباحاً

عفاش .. والحلم الكاذب؟!

أحمد سعد
الثلاثاء ، ٣٠ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠١:١٧ صباحاً
هو بائدة ولد من ركام الماضي ، وعجن بأفكار الصراع وتشبع بلغة الموت ، يفكر بدماغ دبابة لا علاقة له بالمستقبل ، شاءت أقدار الله ان تشوه وجهه لترسم من خلالها حقيقته المستبطنة حرائق سوداء وخرائط حروب ودمار فقد ادميته يوم شن حروبه على شعبه طوال حكمه المليء بالكوارث والأزمات المتتالية ،حتى اصبح اليوم لديه ثأر مع كل اليمنيين ، ومطلوبا للعدالة الدولية بوصفه مجرم حرب أرتكب جرائم بحق شعبه ، وصار خطرا على أمن اليمن واستقرار دول المنطقة والإقليم .

أراد له شعبه وجواره الحياة فأراد لهم الموت ، لكن عواصف السماء لا ترحم فقد أنهكت جيشه العائلي وقضت على أحلامه السوداء ، يعيش الان كجرذ في كهوف الخوف وأنفاق التخفي ، يعجز عن ممارسة حياته الطبيعية ، منعزلا عن اسرته وأقربائه الذين أراد ان يورثهم وطنا وشعبا لا يملكه ،فهو يعيش غربه حقيقيه داخل وطن يفترض انه وطنه اذ لو كان يراه وطنه لما دمر مقومات الحياة فيه ، إنه يعيش بلا ماض مجيد بلا زغاريد احتفاء وتصفيق متملق وبلا مستقبل سعيد ، بات شريدا طريدا تتربص به اشباح الضبط والاعتقال في كل زاويا التخفي التي يأوي اليها ..

عفاش الذي عاد الى الحياة بعد ان كاد يفقدها عام 2011، فلو كان مات - آنذاك - كان سيحفظ له التاريخ في كتب متملقيه بقايا أمجاد زائفة بوصفة قتيل لحظة الغموض لكن إرادة الله أبت إلا ان تخرج كل بشاعاته حتى لا يتبقى له ذكر زائف سوى انه رجل فقد تاريخه ، وأضاع مستقبله ، يعيش في جو عام متربص به ، فالشعب اليمني يحمله مسئولية ما جرى له ، ولن يعفو عن جرائمه ،فهي جرائم لا يمكن ان تسقط تحت أي ظرف .

قضى هذا المسخ البائد على حياته السياسية وأصبح رجلا منتهي الصلاحية فهو لا يحمل من الصلاح إلا اسمه ، فيما نقيض اسمه يتجسد في كل تفاصيل حياته ووجوده انه فاسد بائد بكل ما تعنيه الكلمة ، تجاوزته الاحداث ،يشق طريقه بنجاح صوب نفايات التاريخ ومقابره العتيقة .. رغم كل ذلك مازال يعيش أوهام استعادة السلطة وذلك حلم كاذب لن يفيق منه إلا عندما يسقط في يد العدالة لينال جزاءه العادل ..

ففي حين يعيش عفاش غربه حقيقيه في ظل اجواء من التربص والقلق ، لا يستطيع الالتقاء بأفراد اسرته ، يعيش الشيخ حميد الاحمر مع اسرته بحريه وامن ومجتمعين معا وهم خارج الوطن ،والذي سيعودوا قريبا اليه ، وهم على موعد مع المستقبل ، ليشاركوا في بناء اليمن الجديد .. وهو يفخر بأنه كان سهما نافذا من السهام التي اسقطت عفاش وخلعته من الحكم بطريقه مخزيه ومخجله ، ذلك ان الله عز وجل قد استخدم ال الاحمر لاقتلاع عفاش من السلطة ، وهم يتقربون الى الله بما ساهموا به - مع غيرهم - في اجتثاث ظلمه للشعب اليمني طوال ثلث قرن من الحكم الفاسد والمستبد ..
ان عراقة بيت الأحمر وأصالة نفوسهم وعمق انتماءهم الوطني وتاريخ نضالاتهم في الماضي والحاضر وحكمة تعاملهم مع الشعب اليمني الذي ينتمون اليه تحجز لهم رصيدا وافرا من حب الشعب وتقديره لهم وتجعلهم احد ابرز أعمدة المستقبل في مسالة الإسهام الفاعل في بناء ونهضة اليمن القادم الجديد رغم أنف هذا الدعي البائد الذي أحرقت إرادة الله وجهه لتخرج خبيئة نفسه من خلالها .

عاش شعبنا اليمني حرا آبيا والموت لعفاش وأدواته الغبية وغدا تنتصر مقاومة الشعب وإرادته الحرة .

" والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ".