الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٣ مساءً

أربكتنا الطائرات والصواريخ!

محمود ياسين
الثلاثاء ، ٠٧ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١١:٥٤ صباحاً
أربكتنا الطائرات والصواريخ
لم نتمكن من مواجهة الحوثي بيقظة تامة وها نحن لا ندري كيف نواجه الطائرات أيضا.

منذ عمران واغلب الاصوات تبارك الاعتداءات على فكرة الدولة ولديها على الدوام تبرير ما ،، تبرير من ذلك النوع الذي ترتب على موقف عاطفي من اطراف داخلية ،، شأن تواطؤ المحبة والكراهية ومبدأ "عدو عدوي صديقي".

الان انا واحد من العالقين ولا اتوقف عن البحث في جملة خيارات تفضي اغلبها لفكرة واحدة وتساؤل واحد"ماالذي فعلناه بأنفسنا".

كل ليلة قصف ومضادات ، ولقد تطور الأمر من المعسكرات الى البيوت ، وانا لست جاهزا للجدل بشأن ما ان كان هذا الذي يحدث قانونيا ام لا؟

ولقد تبين لبعضنا ان الالة الدعائية تتمكن اخر المطاف من جعل دفاعك عن حق عائلات ابناء محمد عبد الله صالح في الأمان ، عملية مجازفة ، بينما يفترض بمن يصفق لقصف البيوت ان يشعر هو بكونه قد جازف اخلاقيا .

يمشي النظام الاخلاقي مقلوبا على رأسه ، لأنه مزاج وليس مثالا وقيمة!
إننا نتراجع وتتواضع مطالبنا كلما تقدمت القوات على الارض ، كان علينا ايقاف الحوثي في عمران لكنه وقد تقدم على الارض قام بضغط شروطنا من اخراجه من العاصمة الى مطالبته بالعدالة والشراكة، وكان على الطائرات اليمنية ايقاف المليشيا حتى لا تأتي الطائرات السعودية لتوقف حياتنا برمتها.

كنا في البداية نرفض قصف اي شيء في بلادنا وانها معضلة يمنية وانه كان علينا حمل السلاح ضد الحوثي بدلا من استدعاء من يقصفنا ويقصفه،، وهذا ايضا سيئ فالعنف كله لن يقود لغير مفاقمة قوة الكراهية الشافية ، لكن هو فقط "حمل السلاح" اشارة للمفاضلة بين شكلين من عنف واحد ، وانا حقا واحد من الذين لا يزالون للان يؤمنون انه كان بوسعنا استعادة دولتنا بالنضال السلمي وبمعزل عن أي نيران .

وها نحن نتراجع ونتواضع ونطلب الى الطائرات ابقاء البيوت وعائلات المستهدفين بعيدا عن عملياتها .

ثم ان هذا التواطؤ يبدو اقرب لنشوة الضعيف المنتقم وقد حصل على ذراع تشفي غليله وليس حتى على تدخل عسكري يحول بين المدن وبين تحرك اي رتل عسكري .

نتراجع كل يوم اخلاقيا وتتقدم ادوات العنف على حساب انقسامنا واتباع مبدأ العين بالعين ، المبدأ الذي قال غاندي انه يفضي لعمى العالم.

يسألني صديقي من دبي : لماذا لم يعتقلك الحوثيون إلى الآن ؟
والتقط من نبرة صوته وكأنه يسأل ويغمز بعينه ، وانا لا أجد اجابة على هذا السؤال ،، ولا يبدو لي انه من المهم الدوران حول مصائرنا الشخصية وقد اضعنا وطن ، وطن كان بوسعنا الحفاظ عليه لو قمنا بالصواب مرة واحدة .

كلنا مشترك في هذا الجرم ، ويبقى أمل استعادة وطننا من وهدة الضياع رهن بما قد نحافظ عليه من أخلاق وحس انتماء .