الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٣ مساءً

أنا .. يمني !!

محمد حمود الفقيه
الخميس ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٢:٣٠ صباحاً
واسأل التاريخ عني أنا يمني ، بعبارات الأسئ والحزن و شدة الألم ، إتقدم بأحر التعازي الى ذوي الشهداء الذين قضوا في ثورة الشباب اليمنية السلمية ، ان العين لتدمغ والقلب ليحزن وأنا لفراق شبابنا وشاباتنا لمجزونون ، واسأل الله العلي القدير ان يتغمد شهداء الثورة بواسع الرحمة والمغفرة وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان انا لله وإنا اليه راجعون .

أنا يمني بكل ألوان الطيف أنا يمني بمختلف العبارات والكلمات وأشكاله الحروف ، يمنيُ بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، يمنيُ بكل أنواع الزهور وبكل رائحة العطور ، كم أنا فخور يا بلادي اليمن لأنني انتمي إليك وإلى ترابك القوي المتين ، كم أنا سعيدا وأنا يمني حاملا عزتي وكرامتي في داخلي ، كم أشعر بالوناسة والأنس حينما اتذكر انني من أهم شعوب العالم قاطبة ، فوقعت علي عيون العالمين وأنتبهت نحوي عقول المفكرين ، كم شاهدني العالم وأنا في الطريق المستقيم ، باحثا عن حريتي التي فقدتها منذ سنين ، قائلا الله أكبر فوق رأس المعتدين .

أنا يمني لم تقتلني سوى حريتي وكرامتي وعزتي ، كنت لا أعلم من أكون حتى تكالبت علي الأمم مثل الأكلة على قصعتها ،في أكثر من تسعة أشهر والعالم يراقبني بحذر شديد ، يستمع إلى نغماتي المترددة في كل يوم أنادي الرحيل الرحيل ،أنا الذي ينطبق علي قول الشاعر :” أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي واسمعت كلماتي من به صمم”أنا يمنيُ صرخة في وجه الكبرياء ووقفة في وجه الظلم والافتراء وصيحة على من استعلى على الحرية والحقوق ، هذا الاسم التاريخي العريق الذي نقش على الصخور في القمم العالية وحمل على جناحي الطيور ، هذا الاسم الذي رفرف في رايات البذل والتضحية ، وحلق عاليا في سماء الحرية ، لا يمكنني ان أتخلى عنه مهما عظمة المحن وكثرت الفتن فإنه اليمن اليمن ، خفاقا في قلوب الشهداء ورقراقا في فؤاد المساكين الضعفاء ، فالذود عنه من الواجبات والدفاع عنه من المهمات وتركه للعابثين من أكبر الخيانات .

هو اليمن الذي صار وجهة المقبلين وعنوان المسافرين ، لقد حطم هذا الاسم شاشات التلفزة لطول صموده وبعد صبره على الظالمين ، نظرت اليه عدسات العالم وحلقت حوله محادثات الدردشة ، وسعت نحوه جيوش العظماء فما وثبت أمامه وما ثبتت في وجه عنفوانه الجياش ، فما أحلمك يا يمن وما أوسع فؤادك في وجه المتاعب والمصائب ، وما أكثر نبلك أمام الحاقدين عليك ، القلوب لك حانية والعقول بك ماضية ، فمنا لك الحب كل الحب والتقدير ومنا لك التضحية والإباء ، فهنيئا لمن ينتمي إليك وسعدا لمن يحلق في سمائك ، فلا أملك نحوك إلا أني أقول كم أحبك يايمني الجميل وكم اعشقك فليس لي عنك بديل .