الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٠ مساءً

رد الجميل يا رئيس.. لمن كان له الجميل ..!

محمد حمود الفقيه
الخميس ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
هذه هي حكمة الخالق جل وعلاء حيث قال في كتابه الكريم {يؤتى الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء} صدق الله العظيم .

نعم فالحصول على الملك عملية قد تكون أحيانا مجانية بلا ثمن وبلا عناء ، فهي عملية اعطاء وهبة من الله تعالى ، ولكن ترك الملك لا يأتي بغتة كما هو الحال في الحصول عليه ، إنما يحتاج الى تضحية ، تبدأ هذه التضحية من الملك أو الحاكم نفسه ، وذلك في إقناع نفسه بأنه زائل لا محالة فإن غلبت عليه شهوته ودنياه ، سلط الله عليه غيره يقوم بانتزاع سلطته وملكه رغم أنفه ، وحالة قد تكون عملية النزع بالقوة وتنتهي بمقتله وهلاكه .

الذي سمع خطاب الرئيس الذي تحدث به عن نكران الجميل تعبيرا عن ان اليمنيون انكروا جمايله التي قدمها لهم خلال الثلاثون عاما الماضية ! وهذه الجمايل التي قدمها الرئيس لليميين ليست كما زعم ، فالمعروف لدى اليمنيين أجمع ان الرئيس قدم جميله لمن حصل على الجميل من المحسوبين والمتنفذين وكبار المقربين منه ومن كان له سلطة في حكوماته المتعاقبة من أصغر مسؤول في الادارات الحكومية الى رأس السلطة المركزية في البلاد ، كان لابد ان يوجه كلامه رئيس الجمهورية الى أولائك الذين استنزفوا مقدرات شعبنا اليمني وأخذوها في علمه ودرايته هؤلاء الذين نهبو ثروات الوطن وسلبوا حقوق المواطن اليمني هم الذين يستحقون ان يقال لهم نكران الجميل من الذي أعطاهم الجميل ، وهم الذين يجب ان يعيدوا له الجميل الذي منحهم طيلة فترة حكمه .

أما الشعب اليمني المغلوب على أمره فقد أكتوى بنيران الفقر والعالة والحروب والمرض فعلى ماذا يتم إرجاع الجميل بالجميل ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه ، ولم يحس يوما شعبنا اليمني انه حصل على جميل من رئيس الجمهورية ، ولا نعرف حجم الجميل الذي قدمه للشعب ، كان يكون له جميل يذكر لو انه ترك الشعب وشانه في بداية الثورة دون ان ان تسفك الدماء وقبل ان تصل البلاد الى ما وصلت اليه من خراب ودمار وقطع للسبل ، لكان بهذا قدم أعظم جميل لنا نحن اليمنيين خاصة ، ومثال يحتذى به في العالمين عامة ، ولو انه فعل ذلك لكان حقا علينا ان نكرمه ونرد له الجميل ، بل كان حقا علينا ان ندخله في سجلات الكتب وان نخلده في قلوبنا الى أبد الأبدين .

وقبل هذا لو انه خدم شعبه طيلة العقود التي تربع على كرسي السلطة وترك البصمات الخيرة لكان الشعب قيد له جميل ، ولو انه حاسب الفاسدين وقدمهم للعدالة أمام الجماهير كافة لكان بهذا سجلنا له جميلا ، لكنه لبس نظارة سوداء في فترة حكمه ولم يكن يعي ما يحدث لأبنائه أبناء الوطن من سلب للحقوق وانتهاك للمتلكات وزرع الفتن بينهم ما ظهر منها وما بطن ، كان حاله حال الاصم الذي الذي لا يسمع من غيره ، وكان حاله حال الأعمى الذي لا يرى من حوله ، لقد قتلته بطانته الفاسدة ، فاعمت بصيرته كي لا يدرك الأشياء من حوله ، كم صرف رئيسنا المخلوع على جهاز الرقابة والمحاسبة ؟ بيد أننا لم نرى ولم نسمع من هذا الجهاز يوما انه ادى واجبه الوطني والمهمة التي أنشء من أجلها ، كم أنفقت الدولة على القضاء والذي كان رئيسه ليس قاضيا أصلا من هو ؟ ان رئيس القضاء يا أصحاب العقول اللبيبة هو الرئيس نفسه !!!! كم قضايا فساد تدخل بها القضاء في بلادنا وكم قضايا حقوق وكم وكم .. ؟ كم نسبة الفقر والجهل في بلادنا ؟ كم نسبة البطالة لدى شبابنا وفتياتنا ؟ كم نسبة المرض في مجتمعنا اليمني ؟ ماهي البنى التحتية التي حظيت بها بلادنا ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها هي ردا على نكران الجميل الذي تغنى به سيادة الرئيس ، ممن يريد الرئيس رد جميله ؟ من الذين نالوا جميله وتركوه ؟ أم من الذين حصلوا على جميلا منه ولازالوا معه ؟

كم شهيدا قدم علي عبدالله صالح من عائلته في سبيل الثورة والوحدة والجمهورية كي يعد جميلا ودينا عند الشعب اليمني ؟ إذا من الذي يرد الجميل تجاه الجميل ؟ الذي يستحق رد الجميل هو شعبنا الصابر على الظلم والإستبداد طيلة عقودا من الزمن ، الذي يتوجب رد اليه الجميل شهداء الوحدة المباركة ، وشهداء الثورات اليمنية الثلاث ، الذي ندين له بالجميل هو من أعطانا حقه ونسي حقوقه ، الذي يحق له الجميل شعبنا الذي عاش برفقة الفقر والجهل والمرض ، الذين لهم الحق في رد الجميل ، أولائك الذين شردو من بيوتهم نتيجة الحروب المتراكمة التي أشعلها رئيسنا السابق ، الذين يدين لهم الوطن بالجميل هم أولائك الذين تركوا أرضهم وديارهم وهاجروا بعيدا عن الوطن ، الذين يعيشون في كنف الغربة وتحت رحمة من ياويهم عددا من السنين ، كل هؤلاء سيدي هم الذين ندين لهم ويدين لهم الوطن ، هم الذين يستحقون صدقا هذا الجميل ..