الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٧ صباحاً

القاعدة والحوثي وتبادل الخدمات

حسين الوادعي
الأحد ، ٢٣ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١٢:١٨ مساءً
لا احد يخدم الحوثي مثل القاعده
ولا احد يخدم القاعده مثل الحوثي
عندما تقدمت جحافل الحوثي نحو الجنوب لتدشن حربها الأهلية المستمرة وجدت القاعدة فرصتها الذهبية للاندماج مع الناس في جبهات القتال ضد الحوثي والتحول من "ارهاب" الى"مقاومة".
كانت القاعدة قبل الجهاد الحوثي تنظيما سريا. والآن اصبحت تنظيما علنيا تزاحم راياته السوداء رايات الجنوب ويملك معسكرات تجنيد واسلحة وأموال.
حول الحوثيون بحروبهم الطائفية القاعدة من جماعة مرفوضه الى جزء من النسيج الاجتماعي المقاوم للغزو.
تتبادل الحركات الدينية الجهادية المنافع والخدمات.
عندما عجز الحوثيون عن الرد على الضربات السعودية قدم لهم داعش خدمة العمر بتفجيرات المساجد في المنطقة الشرقية التي نقلت عاصفة الحزم الى الداخل السعودي. ردت داعش الصفعة للنظام السعودي نيابة عن عدوها الطائفي!
وعندما اندحر الحوثيون من عدن وبدات عدن تحاول تقديم نموذج لعودة الدولة تفضح قبح الأيديولوجيا الطائفية وفسادها، جاءت القاعدة في عدن لتنقذ الحوثيين من الانهيار الاخلاقي وتقول هناك دائما ما هو أقبح.
لم يخدم احد القاعدة مثل الحوثي. ولم يخدم احد الحوثي مثل القاعدة.
تتصارع الحركات الجهادية الطائفية بدموية لكنها تنتعش بوجود النقيض وتحرص على تضخيم خطر العدو واستمرار وجوده والاستفادة من المنافع المجانية التي تختفي ما ان يختفي "العدو الحميم".

من حائط الكاتب على موقع "فيس بوك"