الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٤ مساءً

العقلة..فدائي ومحامي وشهيد.

حسين الصوفي
الاربعاء ، ٢٦ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
محمد مسعد العقلة..
اسم ستتذكره أجيال اليمن، فدائي بدرجة محامي من طراز رفيع.

في أحد جبال قرية العقلة بالضالع، تمركزت دبابة تابعة لقوات الحوثي والمخلوع، قتلت أطفالا ونساء ودمرت منازل!
ذات مغيب، حمل المحامي البطل، والذي يشغل رئيس الدائرةالقانونية بإصلاح الضالع، حمل جعبته وألغاما في يده، وترافق مع ابن خاله وصعدا الجبل..

من مسؤولية رجل انتخبه الأهالي عضوا في محليات المحافظة، تسلل بشجاعة حتى باغت الدبابة ورمى عليها بشواظ النار أخرسها إلى الأبد..

وحين حقق هدفه ابتسم ملئ فيه، إلتفت إلى رفيقه وعيناه تبرقان بفرحة الانتصار المعجزة، استطعنا أن نسكت دبابة!
نظر من فوهة قلبه نحو قريته، وطفرت فرحته وهو يسمع خفوت الأنين، وغيات ضجيج الرعب..

وقف مزهوا بانتصار السكينة، فإذا برصاصة حاقد قاتل تخترق جسده انتقاما لأنه أوقف شهيته المتعطشة لدماء الأطفال!

هوى محمد صريعا وبسمته تمتزج بألمه المؤقت، يمم وجهه شطر السماء كما يرحل الماجدون، وأسقى بدمه جبل قريته فداءا لجيل سيعيش ويترعرع بفضل تضحيات العظماء.

حاصره القتلة نحو أربعين يوما، حاصروا جثته وشقيق بطولته، ومنعوا الناس من دفنه!

لكن المحامي والقيادي وعضو محلي المدينة والفدائي محمد مسعد عقلة، كان أقوى من حقد الميليشيا! لقد صمد حيا وشهيدا..
أستاذي محمد.. استسمحك عذرا، أنا خجل منك يا سيدي، فالسلام على روحك الراضية المرضية..