الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٠ صباحاً

الجُــثة اليمـــــنية !

سام الغباري
الخميس ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٢٦ مساءً
لقد سمعنا كثيراً عن الجمهورية ، لكننا لم نكن جمهوريين على أية حال ، تمزقنا إلى وحدويين وانفصاليين ، أرادت ماكينة النظام السابق اقناعنا بالوحدة ، ونسيان الجمهورية ، رغم أنهم حاولوا إيجاد مكان لهم في قلبها ، فما استطاعوا ، كان "علي الشاطر" يكذب ويتحدث عن بطولات خارقة للرئيس اليمني السابق في مواجهة الإمامية البغيضة إبان حرب السبعين يوماً ، لكنه لم يكن مقنعاً .
- ربما كان "علي عبدالله صالح" وحدوياً ، لكنه لم يكن جمهورياً على أية حال ، وفي النهاية خسرت الوحدة قيمتها وحضورها بفقدان الجمهورية المتعمد ، تلك تراتبية مرتبطة بمسألة الوجود الفعلي للنظام والدولة ، اليوم لم يعد هناك أثر فعلي لوحدة العام 1990م ، فيما تلفظ الجمهورية آخر انفاسها ، لم يتبق لنا من مراهقات نصف قرن سوى "جثة" تتنازع عليها الدول الكبرى لتمرير مشاريع الإيذاء إلى دول الخليج .

- لقد نجحت الحيلة في اخماد ثورة سبتمبر واكتوبر ، الإهانة التي وقعت في صنعاء لم تقترف بحق الرئيس عبدربه منصور هادي ، بل جرى ارتكابها بحقكم جميعاً ، وإذا كان ذلك يشعركم بالغضب أو بسوء التقدير ، فلتفعلوا شيئاً حياله ، حين غادر (عبدالله السلال) قاعة القصر الجمهوري بعد صياغة المسودة الأولى لأهداف الثورة اليمنية الجديدة ، اقتربت منه امرأة في الشارع وقالت : سيادة المشير ، أي نهج حكومي أورثتنا ؟ ، فأجابها (السلال) "نهج جمهوري يا سيدتي" !.

- دافعوا عن الجمهورية ، إنها ملكنا جميعاً ، إن أولئك الإشتراكيين السيئين والقوميين المخادعين الذين رفعوا الكثير من الشعارات الأممية أو القومية ، وامتطوا رسالة العرب الخالدة لم يكونوا جديرين بالإحترام من انصارهم ، فهم أول من فتك بالجمهورية ، وانخرطوا في مجلس ثوري إمامي يقتل الأهداف العربية كلها ، ويلقي بالجثة اليمنية إلى العراء .

- راجعوا الأرقام .. ستجدون أن الحوثيين لا يستطيعون إخفاء جرائمهم المريعة في حق الأمة .. لنراجعها سوياً خلال يوم واحد فقط : اختطفت عصابة المافيا الحوثية ثلاثة أيتام من مؤسسة إنسان للتنمية بصنعاء ، وخطيب مسجد المنصور ، وقتلت طفلاً كان بجوار والده الذي أصيب بجروح ، واشتبكت مع مواطنين في حي شملان بأمانة العاصمة ، ونهبت جهاز الرنين المغناطيسي الخاص بمستشفى الثورة ، وتحركت مجموعة كبيرة من المليشيا بقيادة اللص مجدالدين الحوثي – إبن عم عبدالملك الحوثي – لإقتحام سوق المهيوب بشارع الستين ونهبه بصورة واسعة ، وفي الحديدة اقتحمت العصابة حرم كلية الآداب بالجامعة ، وقصفت بالدبابات والهاوزر قلعة القاهرة ومديرية صبر الموادم بتعز وسقوط 20 قذيفة عليها ، وزرعت الألغام في مديرية الكورنيش وصولاً إلى الدفاع الساحلي بمديرية المخا ، ومثلها في إب على حدود ريف بعدان والأحياء الشرقية للمدينة ، وفي الغرب أيضاً بإتجاه مديرية العدين وإصابة طفلة بجروح خطيرة ، وتعرض شابين بطلقات نار من قناصين في الطريق المؤدي إلى الربادي ، وفي ذمار يختطف الحوثيون أربعة مواطنين من مديرية جبل الشرق ويقتادونهم إلى مكان مجهول .

- كل هذا في يوم واحد فقط ، وهو أجمل الأيام التي لا تكون حصيلتها سوى الفوضى والدمار بعيداً عن الضحايا المدنية الكبيرة ، لقد ارتفعت حصيلة الهمجية البربرية التي يرتكبها الحوثيون وحلفائهم الإشتراكيين والبعثيين إلى 1223 جريمة في محافظة الضالع الجنوبية وحدها حتى 8 أغسطس الحالي ، منها 225 جريمة قتل بينهم نساء وأطفال ، وجرح 500 مواطن ، وتفجير أكثر من 18 منشأة حكومية ، وقصف عشرة مساجد ، واحتلال مسجدين وتحويلهما إلى ثكنة قتالية ، وتفجير 12 مرفق صحي ، واحتلال ستة مبانٍ حكومية ، إضافة إلى منع الطواقم الطبية من اسعاف الجرحى وانتشال جثث القتلى ، وقطع خدمة الإنترنت والإتصالات والهاتف النقال عدة مرات ، ومنع وصول المواد الإغاثية والأدوية والمعدات الطبية إلى محتاجيها ، ونزوح داخلي وخارجي لأكثر من 11275 أسرة ، واجبار الساكنين في بلدة سناح على مغادرة منازلهم ، واستخدام المختطفين دروعاً بشرية .

- مسؤولية إدارة بلد ليست بين أيدي حفنة من المحظوظين ، نحن أقوياء وأحرار من الاستبداد ، مادام كل منا يتذكر واجبه كمواطن ، سواء ً كان ذلك بالإبلاغ عن نفاية في نهاية شارعكم ، أو عن معتدٍ من الحوثيين يقهر منازل الناس بقوة إخماده للجمهورية ، أو كشف الأكاذيب في خطاب بيان وضع الوحدة ، أفصحوا ، اطرحوا تلك الأسئلة ، طالبوا بمعرفة تلك الحقيقة ، الديمقراطية ليست نزهة لرجل حر ، أنا هنا لأقول لكم ما هي ؟ إنها حيث نعيش ، وإذا أدينا واجبنا فهنا سيكبر أولادنا !.
.. وإلى لقاء يتجدد .