الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٤ مساءً

ما كان للسلمية أن تنتصر إلا باتفاقية سياسية

وافي المضري
الجمعة ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
وأخيراً وقع مجبراً لا مخيرا وكان كل الفضل للثورة الشباب السلمية التي سطرت أجمل الملاحم الثورية في العالم وأسقطت التوريث والتمديد والعائلة وأرجعت لليمنيين عزهم وأحيت الأمل في نفوسهم لبناء دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ...

مع تحفظي على المبادرة وبنودها وكثرة الملاحظات عليها إلا أنها الشئ المتاح لحفظ دماء اليمنيين فلم يكن أمام الشعب وثورته السلمية وخاصة جانبها السياسي بداً من توقيع تلك المبادرة التي أجمع عليها العالم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيراً لكم ...

لقد قرر الشعب اليمني أن يسلكوا الطريق السلمي في ثورتهم المباركة مهما قدموا من تضحيات وقد قدموها وذلك من أجل بناء يمن جديد يحفظ للجميع المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات ومع بلوغ الثورة المجيدة شهرها العاشر وإنصدامها بالترسانة العسكرية للعائلة جعلت الثورة بين خيارين إما التخلي عن السلمية أو المضي في توقيع المبادرة الخليجية المرفوضة شعبياًُ والمقبولة سياسياً ولو على مضض ...

وهنا نرجع إلى القاعدة الفقهية "ما لا يدرك كله لا يترك جله" مفادها: أنه إذا تعذَّر حصول الشيء كاملاً، وأمكن المكلف فعل بعضه، فإنه يفعل المقدور عليه، ولا يترك الكل بحجة عجزه عن بعضه وما كان للسلمية أن تنتصر إلا باتفاقية سياسية لان حمل السلاح في وجه النظام سوف يسقط السلمية ويدخل اليمن في أتون حروب لن تكون أهلية لكن سوف تهلك الحرث والنسل وتعيد اليمن مائة عام إلى الخلف ...

الثورة مستمرة والتوقيع تم والانتصار تحقق في أول معركة ولكن الحرب لم تنتهي الثبات مطلوب من الثوار في جميع ميادين الجمهورية حتى تحقيق جميع المطالب التي خرج الشعب من أجلها واهم تلك المطالب تقديم القتلة وناهبي ثروات الشعب الى المحاكمة والاقتصاص منهم حتى لا تكون خيانه لدم الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل يمن جديد ومستقبل أفضل ...

كما أريد أن أنبه إلى شئ مهم المشترك والمجلس الوطني جزء من الثورة وليس عدواً لها سلك الطريق السياسي مثل ما الشباب سلك الطريق الثوري وحقق أقصى ما يمكن تحقيقه سياسياً وكل ذلك بفضل الطريق الثوري وتصعيد الشباب ...

لذا أرجوا من الجميع توجيه السهام نحو العدو الحقيقي وعدم تشتيت الجهود وتحويل المعركة بين مكونات الثورة التي نحن بحاجة إلى توحيدها خاصة في هذه المرحلة من مراحل التصعيد الثوري المستمر حتى تحقيق جميع مطالب الشعب ....