الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٠ صباحاً

في الذكرى الـ 25 للإصلاح ايضاً؟

محمد العميسي
الاثنين ، ١٤ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٣٩ صباحاً
بالأمس كنت قد كتبت مقال بعنوان الذكرى الخامسة والعشرين للإصلاح والانتكاسة الجديدة. وهناك ملاحظتين حول ردود الفعل على المقال.
أولاً: وصلتني عدد من الرسائل من شباب الإصلاح وكما يبدوا أن الأيام والاحداث علمتهم أساليب الاختلاف وهذا أمر رائع. في 2012 كتبت في حائطي نص استقالتي من التجمع اليمني للإصلاح. دخل الكثير من شباب الإصلاح من يقول الإصلاح لا يحتاج لأمثالك ومن يقول عني متساقط ومن يتلفظ بألفاظ سيئة وكل هذا دون أن يعرفوا ما إذا كنت فعلا قبل هذا المنشور عضوا في حزبهم أم لا.

يبدوا أن الثورة والحرب علمت الإصلاحيين فن الاختلاف والذي لم يتعلمه الكثير منهم في محاضنهم التربوية. وهذا أمر جيد يستحق الإشادة ويستحق أن نحتفل لأجله.
ثانياً: نقد الإصلاح اسعد خصومه السياسيين ومن الطبيعي أن الخصومة السياسية خصومة مشروعة وقد تستخدم وسائل عده لتشويه الخصم في وجدان الشارع. ما استفزني هو رسائل لصديق اشتراكي على الخاص يقول: "قلت لك من قبل هؤلاء مطاوعة منتظرين الله ينزل يقاتل مع حمود المخلافي!".
نحن ننتقد الإصلاح لأنه مقصر في أداءه وفي وقوفه مع الشرعية أو هكذا نرى. لكن في المقابل لم يرفد الإصلاح المليشيات الحوثية بصحفيين وناطقين رسميين. أنبطح الإصلاح وتخاذل لكنه لم يعتبر اسقاط الدولة انتصار. بما أن إسقاط هذه الدولة سيحجم القوة الأكبر التي تقف أمام طموحة.

يقاتل الإصلاح في أكثر من جبهة لم ينتصر في أي جبهة منفرداً حتى الأن. يقول أحد شباب الإصلاح نحن نقاتل بالأطباء والمهندسين والطلاب والمدرسين وهؤلاء ليسوا متمرسين على الحرب. وإن كان هذا عذر غير مقبول إلا أنه في ذات الوقت لا يحق لمن يحمل المبخرة لزعيم المليشيات أن يتحدث عن فشل من يقاوم على الأرض.
لا يحق لمن طبل للمليشيات ورحب بها وهلل لإسقاط الدولة أن يلبس اليوم ثوب راهب بعد أن كان يبيع نفسه ووطنه بثمن بخس لا يعدوا عن أن يكون احتمالا غير قابل للتحقق.
شرع الحزب الاشتراكي سيفه على رقاب أبناء المناطق الوسطى عبر الجبهة الوطنية خلال فترة الثمانينات كان يقتل كل من يقف أمامه ومن لا يقف باختصار كان يقتل كل من يلتف حوله الناس. واليوم مختفي من المشهد في إب تماماً!

بل لا يزال أعضاء في الاشتراكي كالمقالح وغيره هم منظري المليشيات. وتجد أخرين لا هم لهم الا كيف ينتقدوا حزب الإصلاح.

تلتفت للساحة السياسية تجد الإصلاح والناصري وحزب الرشاد ربما هي الأحزاب الوحيدة التي يمكن أن يحسب لها مواقف مشرفة إلى حد ما. فاذا انتقدنا أحد هذه الأحزاب سننتقد فيها تقصيرها وأخطائها لكن أن يأتي مؤتمري لينتقد من يقاوم على الأرض وهو وحزبه يقتلوا الناس بسبب وبدون سبب وهم أيضا من أسقط الدولة وحولها لمليشيات أو أن يأتي اشتراكي لينتقد من يقاوم على الأرض فيما حزبه رحب بالمليشيات واعتبر اسقاطها للدولة انتصار للمدنية وجند اعضاءه وناشطيه ليكونوا ابواقاً للمليشيات فيجب أن نحثو على وجوههم التراب.

للإصلاحيين أن يحتفلوا بحزبهم فقد وقف في جانب الدولة تنازل وانحنى وتحمل الخسائر وقدم التضحيات الكثيرة والتي لا يزال يقدمها حتى اللحظة لهم أن يفخروا بهذا الحزب الذي كأن وحيداً بجانب الشرعية فيما لم تعلن حتى اللحظة أي قوى أخرى بشكل رسمي تأييدها للتحالف ودعمها لشرعية الرئيس هادي. بل تلعب أغلب القوى على الحبلين تحت الطاولة مع هذا الطرف وفوق الطاولة مع الطرف الأخر.
هذا لا يعني اننا سنتوقف عن نقد الإصلاح حين يتخلى عن دوره وعن حلفاءه أو حين يرتكب أخطاء. في ذات الوقت لن نسمح لمن يتلذذ بالنوم في أحضان المليشيات أن يرتدي ثوب الواعظين ويلعب دور الوطني الشريف.