الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣١ صباحاً

فرحتنا مؤجلة حتى إشعار آخر

خالد القح
الثلاثاء ، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ١٠:٣٨ صباحاً
أيام قليلة على دخول عيد الأضحى المبارك.،
واليمن يعيش حرباً أحرقت كل فرحة يمكن أن يشعر بها اليمنيون، لتصبح فرحة هذا العيد فرحة مؤجلة حتى إشعار آخر.

متى سيفرح شعبا انهكته الحرب العبثية؟
عامًا كامل مضى وكابوس المليشيا جاثم على قلوب اليمنيون، عاما مضى ولا تزال مليشيا الجهل والتخلف تهدم أركان الدولة.

كيف سنستقبل هذا العيد وآلاف الأسر المحتاجة تعاني في توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة.

آلاف الأسر فقدت أبنائها فلذات اكبادها.
آلاف الأسر مشردة في العراء لا تملك شيئا يقيها من لهيب الشمس.
هناك في أدنى الجنوب وقفت الحرب ولكن؟

آلاف الشهداء والجرحى والمساكن المدمرة هي نتيجة هذه الحرب المفروضة على شعب يعشق السلام والعيش بأمان ...
في عدن، لحج،أبين، الضالع، شبوة أنتهت الحرب.
ولكن ماذا بعد؟ ماهي النتيجة؟

بنية تحتية مدمرة أسرت المشافي مليئة بجرحى يصارعون الموت في ظل غياب شبه كامل للخدمات الطبية .
لم تبقي لنا المليشيا شيء أيه العيد حتى نستقبلك.
كثيرا من الجرحى تعفنت أجسادهم في ظل غياب حكومة هي الأخرى مشردة في إحدى العواصم العربية.

انستنا ياعيد.
-----------
أتيتنا ونحن في غفلة في حربنا ، لم نأبه لمجيئك، مشغولون بجراحنا.

فقد اثخنوا جراحنا، وعملوا على تقطيع نسيجنا الاجتماعي.
في يوما واحد نحزن مئات المرات. في كل محافظة الف قصة وقصة أقلها ألم تدمي القلب.

بإمكانك أن تعود وتأتينا العام القادم.
نحن مشغولون بدفن شهدائنا، بتضميد جراح جرحانا، بتعزية أهلنا.
في كل محافظة، مديرية، عزلة يوجد مأتم
أم فقدت إبنها ، إبن فقد أباه، أسرة فقدت عائلها
لا يسعني المقام حتى اسرد لك كلما حل بنا.

إنظر الى سمانا ستجدها ملبدة بالحزن
إنظر إلى أرضنا فقد تلطخة بالدماء. .
دعنا نكفكف دموعنا واحزاننا.
دعنا نسابق الزمن في جبر خاطر إم شهيد ،ابا شهيد، إبن شهيد.

نحاول أن نسبقك إلى منزل مختطف قصرا لا يعرف أهله عنه شيء.

كنا نفرح لقدومك نسعد فيك .

كنا نغني ونردد مع المرحوم محمد حمود الحارثي انستنا يا عيد. ...

أما اليوم فلا يفارقنا القراء على امواتنا
حل عنا ودعنا نضمد حراحنا
سنحتفل بك عاما آخر
سنستقبلك العام المقبل بأضاحينا وليس بأبنائنا.
لا تحزن ايه العيد لعدم استقبالنا لك
فرائحة الموت تلوح بسمائنا....