السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٦ صباحاً

القـــادم قاتـــم ..!

عاصم السادة
الجمعة ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
أخيراً،وقعا الرئيس علي عبد الله صالح، وقيادات أحزاب اللقاء المشترك على المبادرة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض بحضور العاهل السعودي وأمراء المملكة وأعضاء الخمس الدول الدائمة في مجلس الأمن وكذا المبعوث الاممي السيد جمال بن عمر لما من شأنه إخراج اليمن من الأزمة الراهنة التي بدأت منذ عشرة أشهر بهدف إسقاط النظام.

مشهد يذكرنا بأزمة صيف حرب 94م ولاسيما عندما وقعا الرئيس ونائبه علي سالم البيض في عاصمة المملكة الأردنية عمان برعاية الملك الحسين بن طلال على وثيقة العهد والاتفاق لإنهاء التوتر السياسي الحاد الذي حدث بين الطرفين نتيجة للاقتتال اثناء حكومة العطاس وكذا فيما يتعلق بالشراكة الوطنية آنذاك وبالتالي حدث ما حدث من دعوات الانفصال وقيام حرب ضروس استمرت شهرين بين الشطرين الجنوبي والشمالي ، انتهت بانتصار الرئيس علي عبد الله صالح ..

وبما أن التاريخ يعيد نفسه بطرق ولو أنها مختلفة في بعض الشيء إلا أن ثمة أشياء كثيرة تبدو متشابه إلى حد ما، الأمر الذي يجعلنا نسقط ما حدث اليوم في الرياض ذاته ما حدث في عمان ولكن القادم مازال قاتما..!

وبالتالي، بعد عودة الرئيس ونائبه البيض إلى اليمن كان الطرفين غير مقتنعين ما تم الاتفاق عليه في عمان حيث كان كل احد منهم يحفر حفرة يريد أن يوقع الأخر بها بل ويبحث له عن مبرر شرعي يمكنه من القضاء على خصمه فكان البيض هو البادئ حيث أعلن الانفصال من الجنوب في حين أن الرئيس وجدها فرصة لا تعوض في التخلص من شريك سياسي ووحدوي مفترض تصفيته تماماً من الخارطة الأيدلوجية والسياسية معاً في البلد، وبالتالي نجح الرئيس في إيجاد غطاء شرعي ودستوري وديني له لشن حرب ضد دعاة الانفصال.

وهكذا الحال يتكرر اليوم لدى الرئيس صالح مع أحزاب المشترك وشركاءه في التوقيع على المبادرة الخليجية وحصوله مسبقاً على غطاء دستوري وفتوى دينية تشرعن له ضرب هؤلاء ومن تبعهم في ساحات الاعتصامات..!

الفرق مابين صيف حرب 94م وشتاء 2011م هم القادة العسكريين ففي الحرب الأولى كان قائدها في الشمال ضد الانفصاليين في الجنوب اللواء علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس الذي أوكل له عسكرياً مهمة الدفاع عن الشرعية الوحدوية أما اليوم "لا سمح الله " إذا أراد الرئيس أن يكرر الحالة ذاتها الآن في الدفاع عن الشرعية الدستورية فان قوادها سيكونون "العميد احمد علي نجله الأكبر ويحيى وطارق وعمار أبناء أخوة الأكبر إذ سيصبح اللواء الأحمر هذه المرة هو العدو المفترض تصفيته عسكرياً وبالتالي يكون الرئيس قد قضى على من تبقى من خصومه الذين يقفون أمامه حجر عثرة في تنصيب نجله رئيساً لليمن..

لذا اعتقد أن توقيع الرئيس للمبادرة الخليجية لا يعني انتصار تام لمعارضيه بقدر ما هي نصر له إذ أعطت له حصانه لشن حرب مفترضه على خصومه في الساحة الوطنية وبالتالي لا تستعجلوا فالقادم مازال قاتم ومجهول..!

ما نخشاه الآن هو أن يقدم أي طرف من أطراف النزاع السياسي أو العسكري أو القبلي في البلد إلى استفزاز الطرف الأخر، الأمر الذي سيترتب عليه دمار شامل لليمن لا محالة قد يجعلنا صومال ثان في المنطقة العربية إذ لابد من ضبط النفس والالتزام بما تضمنته المبادرة الخليجية،لان ذلك يعد سبيل امثل للوطن واليمنيين فلم نعد قادرين على تحمل مزيد من المتاعب .