الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٠ مساءً

هل سيكرر صالح سيناريو اتفاقية عمان مع البيض

محمد الحميدي
الجمعة ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٠ مساءً
على مدى قرون مضت عمل علماء الاجتماع في الفكر والسياسة على فصل الأخلاق عن السياسة وجعلوه علم مستقل بذاته, وقد اكدة التجربة حكمتهم في ذالك حيث إن الملتزم بقواعد الحق والأخلاق لا يمكن إن يكون سياسي بارع ولا يستطيع إن يكذب أو يناور ليكون سياسي ماهر وهو يتحلى بالاستقامة والصدق والامانه التي تعتبر من اكبر العيوب السياسية.
ورغم أمية صالح التعليمية إلا انه قد تجاوز بفطرته كل مخرجات تلك المدارس الفكرية فتخلى ذاتيا"عن الأخلاق والقيم ومارس الكذب والتضليل والزيف والخداع فتجاوز كثير من الأزمات طيلة أكثر من ربع قرن في الحكم وهاهو اليوم يؤدي امتحانه الأخير تحت أنظار العالم ولا ندري كيف سيجتازه مع ثقتنا بأنه غير صادق كما عودنا لأنه ببساطه ذو طباع عنيده ومكابر و لا ينصاع إلا إذا كان قد حبك مخطط يحقق له مالم نتوقعه ليغير كل الوقائع ويفرض مستجدات جديدة يتحكم بأوراقها كما فعلها مع البيض بتوقيع اتفاقية العهد والاتفاق بعمان في ابريل 1994م فاجتاح بعدها الجنوب في حرب شامله ألغت الوحدة الشرعية بين الشطرين وشرع واقع جديد مكنه من الانفراد بالسلطة والتخلص من كل منافسيه وها هو اليوم يكرر نجاحه بتحويل المبادرة الخليجية من مبادرة للتنحي والمغادرة إلى مبادرة للازمه والتسوية وفرض إلية تنفيذيه لتمرير مايريده فأفرغها من محتواها وحيد الصراع بين حزبه والمعارضة ولعب دور الراعي كما هي عادته في الكثير من السوابق مالم يكن يضمر شيئا" أخر ومن سوابقه على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي:-
1- إصر على استلام السلطة في عام 1978م لفترة مؤقتة لاتتجاوز شهرين للانتقام من قتلة ألحمدي حسب ماورد في شهادة الشيخ/ عبدا لله الأحمر مع قناة الجزيرة عام 2..5م في برنامج زيارة خاصة جدا"فبقى في الحكم (33عام ).
2- وقع اتفاقية تفاهم مع قيادات الجبهة الوطنية المعارضة لنظامه في أوائل الثمانينات تنص على تركهم للعمل المسلح والمشاركة في الحكم والدخول مع النظام في تسويه شامله فانفرد بهم وخذلهم.
3- وقع اتفاقية الوحدة مع الاشتراكي وتعهد بشراكتهم والإسهام معا" في بناء اليمن ثم خانهم وأقصاهم.
4- وقع اتفاقية العهد والاتفاق في العاصمة الاردنيه عمان في ابريل 1994م مع البيض بحضور إقليمي ودولي كما حدث اليوم بالعاصمة الرياض لتسوية الخلافات بشأن تنفيذ اتفاقية الوحدة ثم غدر بهم واجتاح الجنوب عسكريا" فالغي الوحدة وقتل ودمر وشرد وفعل كما يفعل المحتل.
5- قبل بقرارات مجلس الأمن الدولي رقم (924و931/1994م) بشأن العودة للحوار مع الجنوب وعدم فرض الوحدة بالقوة ووقف إعمال العنف ضد المدنيين وإبداء تعاونه مع مندوب الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي لتنفيذها وفعل معه كما فعل ألان مع بن عمر فانتهكها ودمر المدن ودخل العاصمة عدن.
6- تعهد للإخوان المسلمين والجهاديين بأقامت دوله إسلاميه نظير مشاركتهم الفاعلة في قتال الاشتراكيين وإخراجهم من السلطة في حرب 1994م ثم بتراء منهم وقدمهم كقرابين للامريكين.
7- عقد هدنه لحوار الحوثيين عام 2..4م وأرسل لجنه لحوارهم فغدرهم بقصفهم إثناء لقائهم مع حسين بدر الدين الحوثي بمنطقة مران وتنصل بعدها كثيرا" من نتائج بعض اللجان والوساطات كلجنة الحوار التي رأسها وزير العدل السابق الهتار وغيره.
8- وافق على الوساطة التي قادتها قطر لحل القضية الحوثيه وتحمل كلفة إعادة أعمار صعده عام 2..6 م ثم ناور وامتنع عن تنفيذها وتسبب في ازمه سياسيه بين الدوحة وصنعاء .
9- تعهد بتنفيذ حزمه من الإجراءات لإعادة الحقوق التي سلبت من أبناء الجنوب وإعادة المسرحين منهم وتسوية أوضاعهم عام قبل الانتخابات الرئاسية عام 2..6م ثم خذلهم وذر الرماد في عيونهم.
1.- وقع عدد من الاتفاقيات مع أحزاب المشترك لتنفيذ بعض الإصلاحات الدستورية والاقتصادية وبأشراف الاتحاد الأوربي وعدد من منظمات المجتمع المدني كما جرى بعد الانتخابات البرلمانية لعام 2..3م والرئاسية 2..6م وما تلاها كاتفاق فبراير 2..8م الذي مدد للبرلمان عامين لتصحيح السجل الانتخابي وقانون الانتخابات وإعادة تشكيل اللجنة العلياء ثم سار منفردا" بإجرائها وتخلى عن اتفاقاته معهم .
11- دعي مجلس التعاون الخليجي التدخل لمساعدته في تفادي مصير بن علي ومبارك وخروجه خروجا" مشرفا" ثم رفض مبادرة التنحي الصادرة في 1./ابريل/2.11م وكل نسخها الأربع المعدلة وفقا" لرغبته .
12- في مايو2.11م شكل لجنه وساطة برئاسة اللواء/ غالب القمش وعدد من المشايخ والوجهاء لحوار الشيخ / صادق الأحمر وإخوانه ثم ضربهم إثناء لقائهم بصاروخ وقتل عدد منهم.
وفي كلمته الاخيره بعد مراسيم التوقيع لم يشر خطابه إلى مايوحي بقناعته ورضائه بهذه النهاية فحسب بل استدعى في حديثه الماضي و الثأر والخصومة مع معارضيه والثورة وشخص الحالة بالانقلاب الدستوري وقلل من أهمية توقيعه واعتبر المعارضة شركائه في المرحلة القادمة لااكثر.
السؤال الذي يطرح نفسه إن الاليه احتوت في طياتها على كثير من المعالجات البديلة لتجاوز أي عوائق قد تنسف أو تعيق الاتفاق واستثنت وضع أي بديل لهادي إذا تعذر استمراره في سير تنفيذ الإجراءات لأي سبب كان خاصة وانه محور العملية وبدونه لايمكن تنفيذ أي إجراء وسنعود إلى مرحلة الصفر بل مادونه مع ملاحظة أن المادة (114) من الدستور والاليه تعطي الشرعية للرئيس بالاستمرار في السلطة حتى تنفيذ انتخابات أو ألخروج بتسويه اخرى.