السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٠ مساءً

حصار تعز.. وهادي وبحاح إذ ستراودهما السلطة عن نفسها!

وئام عبد الملك
الاثنين ، ١٢ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٣٨ مساءً
يبدو بأن فصل الحصار الذي تعاني منه الحالمة منذ أشهر، سيكون هو ففصل المعاناة الأسوأ في المدينة، بعد أن شددت المليشيا الخناق على المدينة منذ الأسبوع الماضي، فهو لا يضاهي فصل القصف والموت الذي جاءت به المليشيا ليصطاد أبناء الحالمة كل يوم، وأبناء كل اليمن.

إن مداخل المدينة جميعها محاصرة، وهذه المرة المليشيا تلك أصبحت تمنع المواطنين من ادخال أي شيء من متطلبات الحياة مهما كان، ومن الأمور الفظيعة التي تعرض لها بعض المواطنين من قبل المليشيا الحاقدة، إتلاف الخضروات بمادة الديزل وغيره، وإفراغ عبوات الغاز وإدخالها خالية، والتبول داخل خزانات المياه التي تحاول أن تمر عبر المداخل، واحتجاز كل ناقلات الاغاثة والمواد الطبية وغيره، كل هذا لأنا ( دواعش) كما يزعمون، بعد أن غسل قادتهم أدمغتهم بهذا الجنون.
وصل الحال إلى أشده بعد انعدام المياه الصالحة للشرب، ولجأ المواطن في الحالمة إلى شرب مياه غير صالحة للشرب، فيما خاطر بعض الشباب وذهبوا إلى( ثعبات) حيث القناصة انتظارهم، للحصول على بعض المياه لعائلاتهم، فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية التي ما زالت متوافرة إلى أسعار تفوق قدرة المواطن.

مسلسل التركيع هذا الذي تتوالى حلقاته ببشاعة، لن يجبر أبناء الحالمة الذين لا يركعون لغير الله أن يستسلموا، وسيتحرروا وإن تخلى عنهم رئيسهم أو حكومتهم أو قوات التحالف التي تتباطأ كثيرا ف مسالة تحرير مدن الشمال، وعدم دعمها بما يكفي للمقاومة في تعز.

الأمر الآخر وقف أبناء اليمن وأخص بالذكر هنا أبناء الحالمة، إلى جانب الشرعية حتى ننتشل جميعا ما تبقى من وطن، من أيدي تلك المليشيا، وفي الأوقات العصيبة التي تمر بها تعز وكل الوطن ذكرنا الرئيس هادي وبحاح وحكومته، أردنا أن نسمع منهم كلمات مواساة على الأقل أو استنكار لما يحدث، أو حتى أن يعدونا- وإن كذبا- بأنهم سيفعلوا شيئا ما لأجلنا، لكنهم لم يفعلوا، هم يلتزمون بقواعد العزاء وفق البرتوكولات، الذي نسي من كتبوه أن يضيفوا إليه جملة( تقديم التعازي إلى الشعوب الذين يمثلونهم)، ربما كانوا سيفعلوا.

هم حتى لم يمارسوا أي ضغوطات على قوات التحالف التي جاءت لتنقذ اليمن وتحمي نفسها أولا، واصلوا مسلسل الصمت وتنفيذ إملاءات دول الخليج التي مازالت بعض أجندة بعضها كالإمارات، لا تتوافق بعض الشيء وأجندة دول مجلس التعاون الخليجي الاخرى، في الأمر الذي يتعلق باليمن.
ولأن القتلى هم منا، ولأنا نحن فقط من كنا ضحية الحرب البشعة التي خاضتها المليشيا ضد كل اليمن، وضحية حكومة المنفى غير القادرة على الاضطلاع بمهام المرحلة الحالية، على الأقل في الجنوب الذي سبق وإن عانى كثيرا من جراء هذه الحرب وما يزال، والذي تم تحريره في غمضة عين، ربما سياتي اليوم الذي سيقال فيه بأن السلطة هي من تراود هادي وبحاح وغيرهم عن نفسها، وربما هم بأنفسهم من سيقولوا ذلك، إما ليثبوا أنهم الاكفأ، أو ليتنصلوا من مسئولياتهم، فالعديد من المسئولين لا يذكون المواطن إلا حين يحتاجون إليه لا حين يحتاج إليهم.

ولأنا نحب الوطن، ونريد له الخلاص، فإنا نستنكر محاولة اغتيال بحاح، ونستنكر المضايقات التي تعرضت لها حكومة بحاح، وأودت بهم إلى الخارج، ونصفق لكل المتفرجين حتى نلفظ أنافسنا الأخيرة، ونصفق لكل من أضاعوا الوطن إما لحقدهم أو لطمعهم أو لأنانيتهم!