الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٥ صباحاً

بلغ السيل الزبى

منيف العميسي
الخميس ، ١٥ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ١٠:١٢ مساءً
لا أدري أي ذنب أذنبنا حتى نعاقب بمثل هذا العقاب ؛ إنه جرم كبير ، بل إننا وصلنا إلى مرحلة الإسراف في ارتكاب الذنوب ، هكذا رأيت.....

كمٌّ هائلٌ من البشر اليوم يعيش الحياة الأكثر هدوءاً ، الأكثر إنتاجاً ونضجاً ، إنهم يسيرون هم والوعي بجسد واحد ، فيما نحن نظن الوعي فقط لفئة معيّنة من البشر ، تلك الفئة المصطفاة بهٰذه الميزة .

لقد عرفت ذلك من خلال قلة هٰذه الفئة وكثرة كنوزها، ومن كثرة من يحرسونها عرفت أهميتها
، كما أنهم لا يسيرون في الطرقات إلا على أربع.
وهذا كله لا يتحقق إلا لأنَّ هناك شيئاً يميزها...!
أنا لن أخبركم أن هناك اعتقاداً أنهم فئة مقدسة وأن لهم طقوساً خاصه ، يتعبدونهم بها بعض البشر .

أيضاً لن أحدثكم أن لديهم كرامات ولديهم سلطة نافذة في ما بعد حياتنا الدنيا ، تخولهم في اختيار المكان الأبدي الذي نعيش فيه بعد حياتنا الموشكة على الزوال.
كذلك أنهم خُلقوا ملوكاً ؛ ودليل ذلك قالوا إنهم عباد الله الصالحون الذين يرثون الأرض مع أن الصلاح هنا ليس صلاح الجاه والمال ، والويل لمن فسرها بعكس ذلك .

ميزات كثيرة يطلقونها على أنفسهم تجعلنا نقول ليتنا خلقنا مثلهم .!
ليكن ذلك الحق لكم كما تدعون ولنظن نحن ذلك مع أنَّ بعض الظن إثم.
احترموا عقولنا فنحن خلقنا بعقول أيضاً تمتلك كل ما يؤهِّلها للتمييز بين الأشياء كلها ، لكن ما أن يخالف ذلك الفكر معتقداتكم حتى نوصف بأصحاب التعبئة الخاطئة والمغرر بهم والخوَنَة والعملاء وأعداء الوطن ووو.......
يُشعرك أنهم خلقوا بمواصفات محسَّنة ونحن بمواصفات عادية ، أقولها كما يقول اليمنيون مواصفات (خليجية والبقية بازرعة )

يد البشر لم يكن لها أي دور في خلقنا ، الله خلقنا متساوين لا فرق بيننا كلنا نملك نفس الحواس وكلنا نملك قلباً وعقلا .
الشيء الوحيد الذي نختلف فيه هي المعاناة ونسبتها ... الثروة وكميتها ...

وهذه أرزاق قسمها الله لمن يشاء .
كلما نطلبه منكم أن تأخذوا ذلك الحق فيما شرع لكم ، أمّا أن تكون راحتكم على كاهل معاناتنا وأن تكسبوا ثروتكم من قوْتنا فلن نسكت أبداً .

أقولها لكم اليوم بلغ السيل الزُبى ...

صِفُونا بما شئتم ، قولوا ما شئتم ... أما نحن فلم نعد نقوى على مخلفاتكم.
إن أردتم الملك فاطرقوا بابه ، وإن أردتم الثروة فاتبعوا الأسباب وكذلك سنفعل .

الله كرمنا نحن بني آدم قالها : بني آدم .
نطلب التوبة اليوم فما بُلِينَا بكم إلا بسبب ذنوبنا .
رجائي من الله أن يرفع هذا الذنب عنا.