الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٣ مساءً

أين نجد الحقيقة؟

محمد العميسي
الاثنين ، ١٩ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٤١ مساءً
يتوغل الحوثيين وجنود المخلوع في المدن السعودية يوماً بعد يوم يصوروا المعارك وينشروها على أنها داخل المدن السعودية ويتجه المقيم اليمني في السعودية جنوباً ليصل حتى أبعد حد في الأراضي السعودية ففي الإجازات يسافر كثير من اليمنيين إلى المناطق الجنوبية لاعتبارات ربما أبرزها إن لم يكن السبب الوحيد إمكانية الحصول على القات. يقول لي أحد الأصدقاء الذي قضاء إجازة العيد في خميس مشيط الحياة أكثر من طبيعية بل إن الخميس وجيزان كانتا مزدحمة بسبب الإجازة وتكاد لا تجد غرفة في فندق.
في الجانب الأخر يستمر التحالف بالقصف على المعسكرات ومواقع الإنقلابيين ولا أحد يعرف ما حقق من أهداف وكم تبقى. فقط يمكن أن يتحدث الجميع بثقة عن أن الحياة تحولت إلى جحيم بعد أن اسقطت المليشيات الدولة. تقول الأحداث أيضا أن الجنود السودانيين القادمين لتأمين عدن وصلوا بعد أن احتدم الخلاف بين القوى السياسية في الجنوب. سقطت الدولة فبرزت المشاريع الصغيرة وهذا ما كان يريده المخلوع وقد نجح فيه. ويبدوا أن التحالف عازم على فرض الاستقرار مهما كانت التكاليف.

نجح المخلوع في إحالة حياة الشعب اليمني إلى جحيم بعد أن عجز طيلة 33عاماً عن توفير حياة كريمة لهم. إنه يجيد التدمير والإهلاك فحسب.

يقول مصور قناة الجزيرة "حسب متابعتي للوضع في عدن ومأرب بإمكان التحالف حسم المعركة في وقت قصير جداً لكن يبدوا أن هناك أمر ما خلف الكواليس".
هل تسير الأمور بهذا البطيء نتيجة استراتيجية استنزاف لمقاتلي الحوثي والمخلوع؟ أم أن هناك ضغوط دولية؟
أسئلة يجيب كل طرف على ما يتمناه لا عن الواقع على الأرض. اشترى التحالف المواقف الدولية التي كان ممكن أن تلعب خارج إطار القرار 2216 فيما نسمع بين لحظة وأخرى دعوات ومحاولات غير جادة لإنهاء الوضع القائم وعودة الدولة وإيقاف الحرب.

تستمر مليشيات المخلوع والحوثي بقصف تعز بشكل هستيري ويفرضوا عليها حصاراً خانقاً فيما يستمر الغموض حول سياسة التحالف تجاه تعز. في ذات الوقت يقود الحوثي والمخلوع جنودهم لمحارق يندى لها الجبين يجهزوهم للتوغل والاقتحام يقنعوهم أن بمقدورهم ذلك تأتي الأباتشي فتبيدهم فيما ينجحوا أحيانا في إطلاق بعض القذائف على الجانب السعودي ثم يهللوا حين تنشر الأخبار عن مقتل مجموعة من الجنود السعوديين.
في مأرب يقول لي أحد المقاتلين هناك. حجم قتلى الحوثيين يصيبك بالذهول! كيف ينساق هؤلاء إلى محرقة بأسلحة متهالكة أمام قوات مسلحة بأسلحة حديثة ومتطورة؟!!

وتقول الأخبار التي ينشرها الحوثيين أن تعتيما إعلاميا فرض على الشعب عبر قطع الكهرباء والتحريض على وسائل الإعلام الدولية فلم يعد اتباعهم يصدق إلا ما تنشره قنواتهم حتى لو كان عن مقتل القائد العسكري جيمس بوند والخبير الإسرائيلي تم كروز وتدمير مخازن صواريخ الباسكن روبنز. وحين تجد خبر بهذا الشكل في صفحة تحمل اسم "شبكة الحرس الجمهوري" وتجد عشرات وربما مئات المستبشرين بالخبر وتجد التعليقات تكتظ بالتكبيرات والتحميد تدرك أنك أمام جهل مطبق فما أدرى القبيلي الذي ربما لم يشاهد غير قناة اليمن إن كان يمتك تلفزيون أصلاً ما أدراه أن توم كروز وجيمس بوند ممثلين أمريكيين وليس قادة عسكريين وما أدراه أن الباسكن روبنز ماركة آيس كريم وليس نوع من أنواع الصواريخ.
بنفس المنهجية يصدر اعلام الانقلاب أخبار لمن هم أكثر وعياً عن انتصارات وإنجازات وهمية فيصدقوها. ويستمر تحشيدهم لحفلات الشواء التي تقام في الوديان والسهول دون وازع ديني أو أخلاقي من هذه القيادة المجرمة التي لا يهمها إلا أن تبقى وليذهب الشعب جميعها حطباً لهذه الحرب.