الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٤ مساءً

الديمقراطية كلمة مرة ..

جلال الدوسري
الجمعة ، ٢٣ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٣٢ صباحاً
الديمقراطية كلمة مرة ..
بهذا العنوان عرفت شهيد الديمقراطية الأول ..
شهيد الكلمة الحرة والرأي الثاقب
المناضل الحر الشريف العفيف
الصادح بالحق دون خوف أو وجل بأحرف من نـــور تحاول هدايــــة كل من أظــــل ..
الأستاذ/
عبدالحبيب سالم مقبل ..
.
الديمقراطية كلمة مرة
هو عنوان العمود الخاص الذي كان الفقيد يكتب وينشر تحت وهجه وعلى شفرته مقاله الأسبوعي في الصفحة الأخيرة من صحيفة " صوت العمال " الأسبوعية ..
وفيه كان يجرد سنان النصرة من غمدها ليسطر بكل جرأة وشجاعة وحصافة كلمات في مواضيع شتى تهم وتلامس بأقصى حد هموم وإحتياجات الوطن والمواطن .. في تعرية صريحة وواضحة لكل ما هو سلبي وغير سوي من أعمال وتوجهات لأكبر المسئولين والقيادات العليا في الدولة ..
مع دق الأوكار العفنة لكل من كانوا طغاة وبغاة مهما بلغت قوة تسلطهم ومهما علت مراتبهم القيادية ..
.
عبدالحبيب سالم مقبل
كان لي شرف التعرف عليه والتتلمذ على يديه من خلال متابعة كل ما كان يكتب وينشر .. ومن خلال مواقفه الوطنية النبيلة والشجاعة التي كان يتبناها أو يساهم في إحداثها وإثارتها
في وجه السلطة وجبروتها في وقت كان فيه الخوف مازال يغلف أفئدة الكثيرين من غير المتملقين والمتمصلحين من الصحفيين والكتاب ..
.
لقد كنت أحد القراء المولعين حد الوله بمتابعة كتاباته .. وإلى درجة قد لا يتصورها أحد ..
فقد كنت لم أزل طالباً في المدرسة وكنت أوفر مصروفي المدرسي وأقطع المسافات الطويلة مشياً على الأقدام لأوفر ثمن نسخة من الصحيفة ..
وقد كان سعر الصحيفة آنذاك مبلغ 3 أو 5 ريال ـ على ما أتذكر ـ لكنها كانت تباع بخمسين ريال وأحياناً بأكثر ..
وذلك نتيجة كثافة الإقبال على شراء الصحيفة لأجل أن فيها عمود يسمى الديمقراطية كلمة مرة يكتب تحته عبدالحبيب سالم مقالاته ..
وأتذكر؛
ان أحد الأعداد تم طباعته مرتين في اليوم لأن الطبعة الأولى نفذت خلال وقت قصير بالصباح ..
.
أتذكر ؛
أنني كنت أمسك طابور طويل لساعات أمام الكشك أو المكتبة ..
.
أتذكر أنني كنت أحجز لي نسخة من اليوم السابق بحسب توفر المادة لدي ..
.
أتذكر؛
أنني كنت أبقى أحياناً حتى ساعة متأخرة من الليل في إنتظار وصول الصحيفة ـ كانت تطبع في عدن ـ .
.
أتذكر؛
أن الحال وصل بي أحياناً ـ حينما لا يكون لدي نقود ـ أن ألف في الشوارع والحارات وأبحث في الأزقة وعلى الأرصفة .. وحتى بين أكوام القمامة عن نسخة أو بقايا نسخة من الصحيفة قد يكون رمى بها أحدهم ..
.
أتذكر؛
أن أقوى مقالة في الديمقراطية كلمة مرة كانت تحت عنوان
" سيدي الرئيس .. ماذا تريد؟ !! " ..
وهو ما أعتقد أنه كان السبب الرئيسي في تعجيل التخلص منه ..
.
لم أكن أكتفي بقراءة الديمقراطية كلمة مرة لمرة ومرتين وثلاث ...
بل كانت لي خطوطي وعلاماتي التي أضعها كإشارات لأهم العناوين والعبارات القوية والشديدة ..
.
.
كنت ..
من هواة جمع وأرشفة الصحف ..
وأكثر ما كان في إرشيفي الصحف التالية:
صوت العمال
المستقبل
الشورى
الوحدوي
الثوري
الحدث
.
.
وبالإضافة إلى عبدالحبيب سالم
كان هناك صحفيين وكتاب كبار غيره كنت أستمتع وأستفيد من القراءة لهم
في تلك الفترة .. ومنهم:
محمد عبدالملك المتوكل
عبدالجبار سعد
عبدالله سعد
عبدالكريم الرازحي
ثريا منقوش
خالد سلمان
منصور هائل
ذكرى عباس
وآخرين لا تحضرني أسمائهم الآن ..
.
.
اليوم هو الـ 22 من اكتوبر
هو ذكرى إستشهاد الديمقراطية
بإستشهاد متذوقها الحقيقي الوحيد
عبدالحبيب سالم مقبل ..
والذي كان في العام 1995 م ..
.
الرحمة والخلود لروحه الطاهرة ..
.
جلال عمر الدوسري
2015/10/22 م ـ صنعاء ..
.