السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٤ صباحاً

هل فشلت الثورة في اليمن ؟

ريما الشامي
السبت ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٢٠ مساءً
ماذا يعني ان تفاوض احزاب اللقاء المشترك علي صالح وعصابته بدماء الشهداء وبمعاناة الشعب اليمني وكرامته وثورته ؟

ماذا يعني ان تقبل احزاب اللقاء المشترك ببقاء أولاد علي صالح وعائلته في السلطة وأن توقع أيضا بموافقتها على فرض الحكم العائلي وفقا لشروط علي صالح في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية؟

ماذا يعني ان يظل علي صالح يحكم اليمن ويعبث بها بواسطة نجله وأفراد عائلته ليواصل الحقد والقتل والاجرام والعقوبات والانتقام من الشعب اليمني ؟

هل قامت الثورة الشعبية في اليمن من أجل أن تشرعن التوريث رسميا وتفرض الحكم العائلي على اليمنين بواسطة المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية التي جاءت وفق اشتراطات ورغبات علي صالح ؟

هل ذهبت كل تضحيات شهداء الثورة و جرحاها من أجل تسريع نقل السلطة من علي صالح الى نجله وأولاده وأبناء اخيه ؟ ام أن هذه الثورة كان هدفها الرئيس تخليص الشعب اليمني من المعاناة والفساد والحكم العائلي ؟

الى هذا الحال وصلت الأمور ببلدنا الى درجة أن علي صالح يفرض على أحزاب المشترك شروطه ببقاء عائلته في الحكم هذا فضلا عن منحه واياهم حصانات وضمانات تمنع عنهم الملاحقة القضائية عن جرائم القتل وسفك الدماء التي ارتكبوها في حق المعتصمين السلميين و شباب الثورة طيلة الفترة الماضية

هذا هو المصير الذي الت اليه الثورة الشعبية السلمية في اليمن بسبب أحزاب اللقاء المشترك التي وضعت يدها عليها وجعلتها مادة للتفاوض مع القتلة ومع التواطؤ الاقليمي والدولي ، وقد استفاد علي صالح كثيرا من ضعف هذه المعارضة وتجربته الطويلة معها في الحوار والكذب والنكث والمراوغة والخداع ونجح في تحويل الثورة الى أزمة ومن ثم استطاع أن يفرض شروطه بحصوله على ضمانات تمنع ملاحقته و كذلك بقاء عائلته في الحكم و توريث السلطة بشكل رسمي

لقد كانت هذه المعارضة شريكا رئيسيا للأطراف الاقليمية والدولية التي تواطات ضد ثورة الشعب اليمني و حقوقه و مطالبه العادلة في الحرية والكرامة ولولا هذه الشراكة فلم يكن بمقدور أية قوى أن تهزم الثورة و تفرض على الشعب اليمني الحكم العائلي الذي قامت الثورة أصلا لتخليص اليمنيين منه

الان هل تستطيع أحزاب اللقاء المشترك وقادتها الموقعين على المبادرة الخليجية واليتها هل يستطيعون اخبارنا كيف ستجري أية انتخابات قادمة في ظل سيطرة نجل علي صالح وعائلته على الجيش وعلى مقدرات البلد ؟ ، وهل ستكون نتائج هذه الانتخابات مختلفة عن مخرجات كل الانتخابات السابقة التي كانت تجري تحت نفس الشروط والسيطرة العائلية ؟ ، و من ثم هل تعرف هذه الأحزاب كيف ستستغل عائلة علي صالح نتائج هذه الانتخابات لتكرس نفسها وحكمها العائلي وفقا ((لارادة الشعب اليمني))و

هل تستطيع أحزاب المشترك على الأقل وقف جرائم عصابة علي صالح وحروبها الانتقامية وعقوباتها الجماعية ضد الشعب اليمني بعد ان صارت الان بموجب المبادرة الخليجية شريكة له بدون صلاحيات وشاهد ماشفش حاجة؟ أم انها ستسغرقها المماحكات مع شريكها وستقف موقف المتفرج؟

هل ستستطيع هذه الأحزاب ان تنفذ شيئا من هذه المبادرة و اليتها اذا كان علي صالح استهلها بالدم وبالقصف وبالمجازر وبقتل 5 من المتظاهرين السلميين بعد ساعات فقط من توقيعه ؟

هل تعتقد هذه الأحزاب أن علي صالح الان سيكون صادقا وسيترك الكذب والخداع والمراوغة ووضع العراقيل أمام هذه المبادرة اذا كان أصلا يرفض تسليم السلطة رغم انه وقع على تسليمها ولازال يرسل الرسائل الى الجيش بوصفه القائد الأعلى له ويوجه كذلك وزير الداخلية وكأنه لازال رئيسا فعليا يمارس سلطاته؟