الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٠ مساءً

هل رحل صالح فعلا؟

دحان النجار
السبت ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٢٠ مساءً
رحيل صالح الشخصي من السلطه يعتبر إنتصارا للشعب اليمني ككل,لأنه تقكيك فعلي لحكم العائله والتوريث ونهاية لإسطورة فرد كان يعامل الكل كموظفين معه لا غير,ينفذون اوامره ويسبحون بحمده في كل الأتجاهات. والصورة- الهالة التي رسمها لنفسه ورسمها له منافقيه ومتملقيه كزعيم رمز وفذ وأوحد وسادس الخلفاء الراشدين الذي لا تستطيع الأمه العيش والبقاء بدونه تهشمة وسيكتشف المنخدعون بهذه الصورة بأنهم قادرون على العيش بدونه ولا يحتاجون لإفتدائه بالروح والدم (إن كان ابقاء لهم شئ من دم وروح).

كسب الثوار لأنهم اجبروا طاغيه متعجرف على الرحيل ولو تدريجيا من السلطة (وهوا إنتصار معنوي إن لم يتفكك نظامه الفاسد),طاغيه كان يبني مملكته ومملكة عائلته الأبديه(كما صور له) على حساب قيمنا وكرامتنا واهداف ثورتي سبتمبر وإكتوبر ...وتحت ضغط الثوار تحول الى باحث له ولعائلته عن مكانه آمنه وعن ضمانات من الملاحقات القانونيه داخليا وخارجيا لما أرتكبه من جرائم بحق الشعب على مدى 33 عاما من حكمه الفاسد والمفسد. بل والأكثر من ذلك الجرائم التي أرتكبها بحق الثوار المسالمين على مدى عشرة أشهر من الثورة السلمية ولا زالت أجهزته الأمنيه والعسكريه ترتكبها وستبقى كذلك حتى يتم تفكيكها أو إعادة هيكلتها و تأهيلها.

كسب الفاسدون لأنهم سينجون من المحاسبه ولو إلى حين وستكون لديهم فرصة أكبر للإستمتاع والتصرف بثروات الشعب التي نهبوها , وكسب المؤتمريون إن كان لديهم النيه لتحويل تنظيمهم إلى حزب حقيقي بعد أن كانوا فقط مجندين معه ينفذون أوامره. وها هوا الرئيس القادم في المرحلة الإنتقاليه أمينهم العام الذي نشك في قدرته على التغيير الجذري وفي ثقته بنفسه لممارسة مهامه كرئيس في زمن الثورة ومتطلباته في التغيير الجذري الشامل.

كسبة الشقيقة( الكبرى) لأنها أنقذة صالح وفرملة الثوره من الإطاحة بنظامه نهائيا ولا ندري ماذا تعد لنا من خطط خلاال الفترة القادمه لكي تحافظ على نفوذها وخطها الدفاعي الأول في اليمن. لأنها تأريخيا لم تكن مع أي ثورة أو تغيير جدي في الوطن العربي عموما وفي اليمن على وجه الخصوص. فكيف نتوقع منها مباركه ودعم لثوره تخشاها وتتوجس من تأثيرها.

كسب المجتمع الدولي لأنه حافظ على إ ستثماراته في قوى ما يعتقدونها مكافحة للإ رهاب وفي منع حربا أهلية كانة ستضيف عليه أعباء جديده هوا على درجة عالية من القلق تجاهها.

صالح رحل مكرها لكن نظامه قائم وستظل يده تندس في كل شئ.. وها هم بلاطجته يقتلون المتظاهرين المسالمين بتحد واضح لما أتفق عليه في الرياض. ومن المرجح ان يستمروا بالتصعيد خلال الفترة القادمه تحت ذرائع مختلفه إن لم تكن لديهم النية لتفجير الوضع عسكريا. إعادة هيكلة قوات الحرس الحمهوري والقوات الخاصه والأمن المركزي أو عدمه سيكون مؤشرا على تطورات الوضع في القريب العاجل.

ستكون لدينا حكومه إئتلافيه بالمناصفه مع حزب المؤتمر , وهل ستكون عندها القدره على قيادة عملية التغيير أم انها ستحافظ على الوضع القائم؟ وهل ستكون قادرة على تلبية مطالب ثوار الساحات؟ وهل ستكون نظيفة وخاليه من العناصر التي عاثت في الأرض فسادا من أعضاء العائله وإمتداداتها في قيادة المؤتمر والمؤسسه القبليه المدجنه والمنتفعه؟
الثورة لابد لها من الإستمرار حتى تنجز أهدافها بالضغط على السلطات الجديده-القديمه كما يفعل ثوار مصر لحماية ثورتهم من الإختطاف والإنحراف . ما حصل هوا جزء من حل على طريق الحل الكامل الذي يتطلب تحقيقه صمود ووحدة شباب الثورة في المرحلة القادمة والتنبه من دس السم في العسل لهم. وعليهم أن يتذكروا دائما بأن قيام الدولة المدنية كان وسيظل هدف ثورتهم الأبرز وعنوان إنتصارها لابد من تحقيقه.

رحيل ( ترحيل) صالح إنجاز للثورة ونكسه لأتباعه ولو معنويه في الوقت الراهن ولكن رحيله الفعلي سيتم حينما يرحل نظامه بالكامل وترحل معه كل مكائده وغطرسته التي لانهاية لها. الخاسرون سيقاومون أي تغيير وسيجرون البلاد والشعب إلى متاهات مختلفه يجب التنبه واليقظة حيالها.