الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٩ صباحاً

حقوق الانسان بين مطرقة المستعمر وسندان المستبد

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - صادق القاضي

ان الشغل الشاغل للانسان اليوم هو كيف يحصل على حقوقة دونما انتقاص او على الاقل كيف يحصل على الحد المناسب من الحياة الانسانيه الكريمة فى ظل سيطرة واستبداد الانسان باخيه ولذلك نرى التباين القائم وسنة التدافع بين الدوائر الحاكمة والمنظمات الانسانيه على اختلاف مشاربها وثقافتها0
فى العاشرمن ديسمبر 1948م اقرتوثيقة حقوق الانسانالعالميه فى الامم المتحدة والتى اكدت على الالتزام بحقوق الانسان الاساسيةوكرامة الفرد واهمية المساواةفى الحقوق بين الرجل والمراه كماان من اهداف الجمعيه العامة للامم المتحدةتوفيرالتعاون بين الدول على احترام حقوق الانسان وتوفير الحريات الاساسية لجميع الناسبغض النظر عن الجنس واللون واللغة والدين
على ان اهداف الاعلان لم يخالفه حتى مندوب واحد من مندوبىالامم المتحدة ويعود السر فى ذلك الى ان ذلك الميثاق لم يكن سوى اعلان للمبادئ لا يتضمن فرض التزامات على اى طرف 0
لقد كان ذلك مقدمة واضحة لتنصل الانظمه السياسية للغرب الاستعمارى عن اى مضمون للاعلان وبدات هذه الانظمه تسوم العالم سوء العذاب لقد جردت الانسانيه كل حقوقها بل استخدمت الامم التحده كغطاء لتنفيذ سيا ستها الاستعمارية وارتكبت المجازر فى حق الشعوب الضعيفه وفى مقدمتها الشعوب العربيه المسلمة0
لقد وقعت تلك الشعوب تحت نير المستعمر الذى اذاقها الويلات ولا يزال حتى اليوم0 تحت مسميات العولمه ونشر الديمقراطية ومحاربة الارهاب و اختلاق بؤر للصراع ليكون بمثابة المتصرف فى شؤون الشعوب ولى اعناق الانظمة الحاكمة لتلك الشعوب0
لقد نتج عن حركة الاستعمار القديم الحركة الثورية التى قادت اغلب شعوب العالم الثالث الى الاستقلال لكن للاسف الشديد نتج عن هذا المد الثوري ميلاد ما يسمى بالطغم الحاكمة الاستبدادية خاصة بعد ما اصبح العالم العربي احد اعنف ميادين الحرب الباردة استعارابين المعسكر الشرقى الشيوعى والغربي الراس مالى وترسخت بمرور الزمن فكرة الاستبداد بمباركة هاذين النظامين المتناقضين كلا يحمل الشعارات الفضفاضه والتى يدعى انها من اجل الانسان وحريته وحقوقه وغدى حامى الارض حراميها ومستبدوها حكامها 0
لقد انتقلت هذه الشعوب من جور المستعمر الى استبداد الحاكم الداخلى رافقة حاله من اللاوعى الحقوقى لدى الانسان العربي المعاصر صنع ذلك الدوائر الاستخباراتيه القويه للحكام المستبدين بمباركة النظم الاستعمالاية المذكورة,وفى حالات كثيرة حدث ان تلاقى الجبت بالطاغوت حيث الجبت هو حكم الشعوب والسيطرة عليها باسم الدين والطاغوت هو الاستبداد السياسي وصنعت بعض الانظمة من نفسها الالوهية الزائفةومارست اصناف الانتهاكات باسم الدين ممازرع عقدة الخوف مما هو دينى وادى الى فصل كل ما هو دينى عن ادارة المجتمع حيث كان لذلك اثره السلبي من خلال استغلال الاتجاه التقدمى الليبرالي للامر الذى حارب فكرة الاله وخلع مضمونها من حياة الناس ومن اذهانهم او على الاقل حيدوهامن واقع حياة الشعوب وارادة المجتمع وعلى واقع فكرة رفض الاله صنع هذا الاتجاه فى الدول التى يسيطر عليهامن نفسه اله فوق البشر وارادتهم تشرع وتسن وتضع قيم الحياة للشعوب من خلال فلسفات الحاديه مقيته0
وفى كلتا الحالتين (الحكم الثيوقراطى المستبد باسم الدين,والنظام التقدمي الالحادي )وقعت الشعوب المسكينة تحت نير الظلم الاجتماعي والاستبداد والقهر والضيم واستبعد الاسلام الحقيقى النقى الصافى من حياة الناس الاسلام الذى هو دين الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة0
ان الهاجس المسيطر اليوم لنا جميعا على اختلاف مشاربنا و ثقافاتنا واتجاهاتنا هو كيف نحصل على الحد الادنى من الانسانيه فى ظل انظمة استبدادية كالعجوز الشمطاء تلبس جلباب الديمقراطية لتوهم شعوب العالم بعدالتها وشرعيتها المستمدة من شعوب لاتجيد التفكير فى ادنى مقومات حياتها و اذا وصلت هذه الشعوب الى مرحله من النضج السياسي والحقوقى لا تمكن من صناعة غدها والتخطيك حتى للقمة عيشها لشهر واحد0
لم يعد اليوم هناك فرق يذكر بين المحتل الاجني الغاصب وبين المستبد الذاخلى على العكس لقد اصبح المستبد الداخلى اكثر خطرا من المحتل لانه اما يدا للغاصب المحتل او مسوغا للارتماء فى احضان الاجنبي بعد اقطاع السبيل اما التغيير فى وجه المستبد الداخلي0
بالله مالفرق بين سجن ابو غريب ومشيخة الفاشق التى يرعاها نظام يلبس عباءة الديقراطية الفضفاضة هل يعجز نظام برمته يمتلك نواصى الامور فى اليمن ان يعيد اهالى رعاش الى قريتهم بعد ما طردهم المشيخ ا المتصهين لن نقول بعد اليوم ان مجلس الامن يكيل بمكيالين مادامت انظمتنا تكيل بالنفر والثمنه بل والقدح
ايها المحتلون الغاصبون ايها المستبدون لن تكسروا اقلامنا لن تسكتوا صيحاتنا لن تطفئوا شموعنا سننتصر لانسيانيتنا لكرامتنا ولو بعد حين والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون000000000000