الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٣ مساءً

مالنا ومالهم... عليهم حصاد نتائج سياستهم الخاطئة

أحمد مكرد
الأحد ، ١٥ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٠١:٤٤ مساءً
لن أتضامن مع أحد أتمنى لو أستطيع أن أتضامن بالقدر المطلوب مع أهلي في تعز الذين تركهم الجميع يتعرضون كل يوم لمذبحة جديدة ومئات القتلى والجرحى، يتضامنون معهم فقط باللسان، لكن تجدهم يدعمون قتلهم بالأفعال.

ما حدث في فرنسا فقط هو حصاد ما بذروه في الحرب على العراق وإسقاط نظام صدام حسين، حيث اعترف أحد الوزراء البريطانيين السابقين بذلك وأكد أن إسقاطهم لنظام صدام حسين كانت "غلطة تاريخية"، أيضا هو حصاد لتركهم بشار الأسد يوغل في سفك دماء السوريين وفي تحويل سوريا إلى بركة من الدماء وانتهاء حياة الملايين إما بالقتل أو الأسر أو التشريد.

بعيداً عن الحكم الشرعي فيما حدث وليس تبريراً مني للجريمة وقتل الآمنين... هنا مشكلة أوجدوها بأنفسهم نتيجة لسياساتهم الخارجية الخاطئة فيجب عليهم تحمل نتائجها كيفما كانت.

حتى هذه اللحظة ما زالت قناعتي أن جميع التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها "داعش" ليست سوى تنظيمات انشأتها استخبارات عالمية لتحقيق أهداف ومكاسب محددة، وليس لها أي علاقة بالإسلام والمسلمين غير أنهم "وقود لهذه الحرب"، بعض من الشباب المندفعين الذين اقتنعوا بسبيل الموت نظراً لما عاشوه من قساوة العيش من ظلم وقتل وتشريد، حيث جاء تأسيس هذا التنظيم في توقيت مناسب جداً حينما أقتنع الجميع في سوريا والعراق أنه لا طريق لهم مكتوبة غير طريق الموت، مهما سلكوا الطرق المختلفة.

علينا فقط تذكر المعلومات التي كشفتها الجزيرة عن دعم نوري المالكي "اليد الإيرانية والغربية في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين" دعمه لتنظيم داعش وتمكين التنظيم في الأراضي العراقية، حيث كشفت الجزيرة عن وثائق تحمله مسؤولية التسبب في دخول وانتشار التنظيم الإرهابي في العراق؛ وذلك في تقرير صادر عن لجنة تحقيق برلمانية عليا، تمت فيه التوصية بإحالة نوري المالكي إلى القضاء العراقي؛ باعتباره المتهم الرئيس بتسليم الموصل -دون قتال- لتنظيم داعش في يونيو 2014.

كما أشير للرعاية الدولية لتنظيم القاعدة في اليمن العديد من الوثائق والاعترافات، بل وباعتراف دولي من مجلس الأمن، بتورط المخلوع علي صالح مع الجماعات الإرهابية ودعمه لتنظيم القاعدة في اليمن، بينما لم نجد أي عقوبات حقيقة أو اعتبار المخلوع صالح "إرهابي" كما يحصل مع غيره، بل هناك تعامل دولي معه ومفاوضات ولقاءات دولية مستمرة وآخرها لقاءه بالسفير الروسي في صنعاء.

استنتج مما سبق أن التنظيمات المتطرفة في الدول الإسلامية موجودة تحت رعاية دولية، لتحقيق مكاسب معينة وفي مقدمتها منع حدوث أي استقرار ونهضة قادمة.