الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٧ صباحاً

الخطر الحوثي الداهم على التعليم الحكومي ووزارة الأوقاف

علي البخيتي
السبت ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٦:١٤ مساءً
الاخوة الكتاب والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والقوى السياسية:
مرفق لكم تعميم من مكتب الأوقاف بأمانة العاصمة صنعاء يلزم -مع ان الصيغة فيها تمني- المساجد بتبني خطاب مذهبي طائفي سلالي في خطبة الجمعة، حيث ورد في الفقرة الثالثة من التعميم عبارة يجب على الخطباء ذكرها في خطبتهم تنص على التالي: (إصرار اليمنيين قديما في سنه 284 هجرية على الإمام الهادي أن يقود الامه في اليمن حرصا منهم على تقديم مسار الدين الحنيف الذي اعوج به التكفيريون في ذلك الزمان الذين تقمص ثوب الدين وعاثوا في الأرض فسادا).
وكما تعلمون جميعاً فإن الغالبية العظمى من اليمنيين لا يعترفون بولاية الهادي، ولا بولاية البطنين من آل البيت وفقا لقناعات الحوثيين وتأويلهم لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وذلك لأنهم ليسوا على المذهب الزيدي، كما يعتبرون الإصرار على ذلك وفرضه في مناهج التعليم الحكومي وخطب الجمعة في المساجد التابعة لوزارة الأوقاف محاولة لاستئثار العدنانيين بالحكم تحت ستار ديني، وهذا خطير على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي للبلد وإلغاء لمبدأ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وفقا للدستور والقانون، وينم عن رغبة مستترة في العودة بنا الى عقود ماضية وصراعات غابرة عفى عليها الزمن من صراعات العدنانيين والقحطانيين، كما أن اعتبار كل من يرفض الاعتراف بولاية البطنين –عدم الاعتراف بولاية الهادي- تكفيري كما ورد في تلك العبارة يعتبر تطوراً خطيراً في طرح الحركة الحوثية وتراجع واضح عن الرؤية التي تقدموا بها في مؤتمر الحوار الوطني.
كما وردت الي معلومات مؤكدة عن الزام الحوثيين الكثير من المدارس الحكومية بتدريس ملازم المرحوم حسين الحوثي، وإدخال تلك الدروس ضمن الحصص المدرسية، وما تأكدت منه حتى اللحظة هو أن بعض المدارس في مديرية سنحان ومديرية بني مطر يُدرسون تلك الملازم الغير مقرة من وزارة التربية والتعليم والغير مدرجة من ضمن المناهج المدرسية، وهذا يعد مخالفة لمخرجات الحوار الوطني والفقرات المقدمة من قبل فريق الحوثيين على وجه الخصوص، والتي تنص على أن التعليم الحكومي لا يصح أن يصاغ وفقاً لنظرة مذهبية، كما يعد تدريس تلك الملازم مخالف لكل الأنظمة والقوانين المرعية في الجمهورية وعلى وجه الخصوص المتعلقة بوزارة التربية والتعليم واللائحة التنظيمية لعمل الوزارة وللكتاب المدرسي.
وبحسب تحليلي فإن قيام الحوثيين بتدريس تلك الملازم في بعض المدارس في مديريات محافظة صنعاء وتعميم مكتب أوقاف الأمانة يعد جس نبض للمجتمع ونخبته ولردود أفعالهم، وعلى ضوء ذلك سيتصرفون لاحقاً، ومن هنا يجب أن يكون تحركنا فاعلاً وقوياً بما يردع تلك التصرفات ويجرمها لخطورتها على وحدة المجتمع وتماسك نسيجه الاجتماعي.

وعليه نتمنى من الجميع اثارة هذا الموضوع لدى قيادة أنصار الله "الحوثيين" لما يحمله من تهديد للأمن والسلم المجتمعي، وكونه يعد انقلاباً كامل الأركان على كل إنجازات ثورة 26 سبتمبر المجيدة، واستدعاء لصراعات عرقية ماضوية مؤلمة كادت أن تُنسى، كما يعد نقلاً للصراع السياسي والعسكري الى مربعات جديدة ستكون له تداعيات خطيرة.
*من مدونة الكاتب على شبكة الإنترنيت