الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٢ مساءً

صغاراً يصنعون التاريخ

موسى المقطري
الأحد ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٢٨ مساءً
"مقوت" "مقوت" "مقوت" … بهذا اللفظ وجه طلاباً اكبرهم لم يصل عقده الثاني أسوأ إهانة في التاريخ اليمني الحديث لرجل حاول جاهدا ان يقدم نفسه كحاكم لثورة وهمية وشعب يرفضه صغارهم قبل الكبار .

لم تمر هذه الحادثة عرضاً كغيرها من حوادث الرفض اليومية التي تتجرعها أسوا جماعة عكرت صفو اليمنيين ، لكن الحادثة تقلب الكثير من موازين اللعبة وستعطي الكثير من الدلالات .

طالما وصِفت العاصمة صنعاء بأنها تشكل أهم المدن الحاضنة لفكر الحوثيين الذي أوهمونا انه امتداد للمذهب الزيدي الهادوي ، لكن الحادثة اتت لتدحر هذا الاعتقاد ، فصنعاء هي اليمن المصغر ولاتعترف بهوية تجاوزها اليمنيون ولم تبقَ الا في أذهان الجماعة التي تجاوزها الفكر اليمني الحديث .

في صنعاء يتزايد يوماً بعد يوم الرفض الشعبي للمليشيات لانها افقدت هذه المدينة المعنى المهيب للدولة ، واستنفذت الرصيد الرمزي الذي عاش فيه سكان صنعاء لعقود ، إضف إلى ذلك جملة ممارسات وانتهاكات شهدها أبناء المدينة ، ولازالوا يشهدوها يومياً بحق معارضي جماعة الحوثي إذ لم تستطع الجماعة تطمين احد خلال اكثر من عام ، ومرت الاشهر ورصيد الانتهاكات في تزايد وبالتالي ارتفاع منسوب الرفض للجماعة وممارساتها .

ظل المحللون والصحفيون والسياسيون لاشهر يلوكون حديثا عن الحاضنة الاجتماعية ، ثم جاء هؤلاء الصغار ليعلمونا الدرس الاهم وهو أن هذه الحاضنة وهماً صنعه هؤلاء ليجعلونا نعتقد بضعفنا امام تخليص صنعاء من قذاراتهم .

ابتداء من امس يجب ان يتغير حديثنا عن صنعاء وسكانها ، فطلاب مدرسة الكويت يمثلون صورة مصغرة للمجتمع الصنعاني الناقم والرافض والمقاوم .

منذ اليوم سيكونون صغارنا هم القادة ، وسيجبرونا ان نسير في ركبهم ونربت على اكتافهم الغضة ، وسيعلمونا دروساً اخفقنا ان نستوعبها .

قبل يومين حدثني شاعر مرموق يقيم في صنعاء ان تحت الرماد ناراًً ، وان سكان صنعاء قد بلغ لديهم السيل الزُبى ، واخبرني بالحرف ان سكان صنعاء س "يقنصون" الحوثيين من نوافذ منازلهم اذا احسوا ان وقت التحرك قد حان .

وقتها كُنت اظنُّ ان صديقي مبالغا، وان صنعاء مستسلمة ، لكن صغار مدرسة الكويت اكدوا لي ما تنبئ به صديقي ، وتنبوءات الشعراء لا تخيب .

منذ الامس سيفكر كثيرا محمد علي الحوثي الذي يصفه اتباعه بالدكتور !! ويصفه الشعب ب "المقوت" الف مرة قبل ان ينزل إلى الشارع وربما أصيب بعقدة الانطواء فالخطب كان جللاً ، والفضيحة مدوية .

نحن على موعد لتتغير الكثير من الاستراتيجيات ، والقادم غير ما مضى ، و بدأ يتبين الخيط الابيض من الخيط الأسود ، وسنسدل الستار على ليلة مظلمة تغوَّل فيها الآتون من كهوف التاريخ وسيكون لنا موعدٌ مع الفجر ، وستسطع شمس الحرية ، وسنكون سويا هناكً .

دمتم سالمين…