الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٣ صباحاً

كيف ستتصرف المدارس في عهد الحوثي؟

نبيل سبيع
الاثنين ، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً
في عهد الحوثي، لن يكون بوسع طلاب المدارس أنْ يتصرفوا سوى بإحدى طريقتين:
- إما أنْ يتصرفوا كما تصرف طلاب ثانوية الكويت في صنعاء أمس، عندما استقبلوا رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي بالحجارة والنشيد الجمهوري.
- أو أنْ يتصرفوا كما يتصرف طلاب مدارس صعدة منذ فترة ليست بالوجيزة، حيث يقفون كل صباح لا لتأدية تحية العلم والنشيد الجمهوري وإعلان الولاء للوطن، بل لكي يهتفوا بصرخة الحوثي ويعلنوا الولاء والطاعة والعبودية لشخص يدعى عبدالملك الحوثي.
ما حدث بالأمس في مدرسة الكويت بصنعاء ليس حدثاً عادياً وعابراً، إنه حدثٌ كبيرٌ للغاية ومهم. وبالرغم من الإهتمام الذي حظي به، إلا أنه لم ينل ما يستحقه حتى الآن. وإذا أردتم معرفة معنى ما حدث بالأمس في ثانوية الكويت ومدى أهميته، فعليكم مشاهدة ما يحدث في مدارس صعدة منذ استيلاء الحوثيين على صعدة قبل سنوات.
شاهدوا الفيديو الأول الذي يظهر فيه طلاب ثانوية الكويت وهم يرشقون محمد علي الحوثي بالحجارة!
ثم شاهدوا الفيديو الثاني الذي يظهر فيه طلاب إحدى المدارس الابتدائية في صعدة وهم يعلنون الولاء لعبدالملك الحوثي بدلاً عن الوطن!
شاهدوهما، كي تدركوا معنى ما حدث بالأمس في ثانوية الكويت، ومعانٍ أخرى كثيرة، في مقدمتها جميعاً: معنى التعليم والمدارس وطلاب المدارس في مشروع الحركة الحوثية.
لا يوجد حل وسط بين الحركة الحوثية والتعليم: فالحركة الحوثية حركة مضادة للتعليم جملةً وتفصيلاً. إنها حركة تهدف الى التجهيل، تجهيل الأفراد والمجتمع وتحويلهم إلى أي شيء فيما عدا أن يكونوا مواطنين أحرار. المدرسة في نظر الحوثي يجب أن تكون "زريبة". والدرس الأول الذي يتعين على هذه "الزريبة" تلقينه لطلابها هو: العبودية.
العبودية حرفياً. ولِمَنْ؟
لشخص.
وإلا بماذا نصف ما يجري في الفيديو رقم (2)؟
بالله عليكم بماذا نصفه؟
يعلمونهم الحرية مثلاً؟
يعلمونهم الولاء للوطن؟
الله،
الوطن،
الثورة،
تحيا الجمهورية اليمنية.
لا شيء من هذا في تحية الصباح المدرسية التي تلقنها مدارس صعدة لطلابها.
بدلاً عن ذلك، هناك الصرخة وإعلان الولاء لعبدالملك الحوثي!
مشكلة المدارس اليمنية في عهد الحوثي أنها أمام واحد من خيارين:
إما أن تتصرف كما تصرفت ثانوية الكويت في صنعاء أمس، أو تتصرف كما تتصرف هذه المدرسة الإبتدائية في صعدة منذ سنوات.
ولا خيار وسط بين المدرستين، لأن الحركة الحوثية لن تترك المدارس حتى تحولها الى الصورة التي تريدها، والى التجهيل الذي تبتغيه، والى العبودية التي تنشدها وتسعى لفرضها على اليمنيين بقوة الحديد والنار.
لو لم تكن لحركة الحوثي من جريمة سوى أنها فرضت على طلاب هذه المدرسة الابتدائية في صعدة ترديد ما يرددونه في الفيديو رقم(2)، للعنها التاريخ على هذه الجريمة. ولو لم يعُد في جسد وروح اليمن من قدرة تذكر على رفض حركة الحوثي التي تؤلِّه الأشخاص وتكرس التمييز العنصري السلالي بين اليمنيين سوى ما فعله طلاب ثانوية الكويت بالأمس كما يظهر في الفيديو رقم(1)، لكفى..
لكفى في إخبارنا بأن اليمن لن تكون أبداً "زريبة السيد".