الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٤ صباحاً

تحالف الحسم الإسلامي

أحمد الجار الله
الاربعاء ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١٠:٠٣ صباحاً
التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الارهاب هو عاصفة حزم جديدة أعلنها ولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي، الامير محمد بن سلمان، فاذا كانت عاصفة الحزم الاولى قطعت اليد الايرانية العابثة بأمن اليمن، فان هذا التحالف الذي يضم 35 دولة اسلامية هو في الحقيقة اعصار لن يترك جماعة او عصابة متطرفة تتخفى خلف قناع الدين تستمر بخطف الاسلام وتهديد وجود شعوبه، كما انه لن يبقي تلك الفزاعة بيد قوى إقليمية ودولية ترهب بها الدول العربية والاسلامية.
هذا التحالف هو ايضا دلالة جديدة على قدرات المملكة العربية السعودية، ومعها دول”مجلس التعاون” الخليجي في اتخاذ القرارات التاريخية الحاسمة والجدية في معالجة قضايا تهدد مصير المنطقة ككل، وكيف انها لا تراهن على الآخر او تنتظر قراراته، خصوصا اذا كان هذا الآخر يحاول استغلال ملف بحجم مسألة الارهاب لتمرير مصالحه وتثبيت اقدامه في الاقليم على حساب الابرياء من الشعوب الاسلامية والعربية.
اليوم وحين يُعلن هذا التحالف فهو تطبيق للمثل الشعبي” أهل مكة أدرى بشعابها”، إذ ليس هناك قوة في العالم غير الدول الاسلامية تستطيع القضاء على الفئات الضالة المستترة بالاسلام لتنفيذ مخططات رسمتها لها في ليل دول وقوى مستفيدة من تمزق العالمين العربي والاسلامي، فدول التحالف الجديد الاكثر دراية بطبيعة الاسلام والعقيدة، وفي الوقت نفسه ان التطرف والارهاب يهددان وجودها.
ربما يكون السبب في عدم قدرة 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، تضاف اليها روسيا القضاء على «داعش” وغيره من الجماعات التناقض العقيدي او الهوية التي تحاول الجماعات العزف على وترها لحشد المؤيدين من شعوب الدول الاسلامية, إلا أنها اليوم ستكون بمواجهة مع هذه الشعوب.
واذا كانت الدول الغربية وغير الاسلامية حاولت اللعب على التناقضات المذهبية والطائفية من جهة، واكتفت بالقصف الجوي، من دون معالجة اسباب التطرف، فان دول التحالف الاسلامي لديها القدرة على تغيير قواعد اللعبة الى الابد، وهي وحدها القادرة على معالجة الاسباب الفكرية والاقتصادية التي ساعدت على وجود الجماعات الارهابية وليس اللعب على التناقضات لتحقيق مصالح كما هي حال الدول الغربية.
هذا التحالف الذي صيغت تفاصيله بهدوء وبعيدا من الاعلام تشكل في غضون 72 ساعة، واساسه عدم التمييز بين عصابة واخرى أو الاستعانة بفريق متطرف لمقاتلة آخر، لان في نهاية المطاف يكون الامر كمن يعالج داء بداء.
لقد تحملت الدول الاسلامية وشعوبها طوال السنوات الماضية وزر تهمة زور ألقتها عليها الصحافة وقوى الضغط الغربية التي وضعت الجميع في خانة واحدة، ولم تأخذ على محمل الجد التحذيرات الاسلامية عن التهديد الوجودي الذي تمثله تلك الفئة للمسلمين انفسهم، لذلك جاء هذا التحالف اليوم ليكون الامتحان الذي منه ستعرف شعوب العالم كافة من الذي يدعم الارهاب ويشكل له الحاضنة لينمو، ومن المتضرر وجوديا منه.

السياسة الكويتية